الأحد، 30 أغسطس 2009

تقصير الاربعاء برقبة رأس العرفاء
راضي المترفي
اعتدنا من خلال متابعاتنا للامم والدول التي تتعرض الى نكبات وكوارث ان يكون هناك شخص او مجموعة تتحمل بشجاعة تبعات الكارثة او النكبة التي حلت بذاك البلد ولازلنا نذكر كيف استقال عبد الناصر بعد هزيمة حزيران المخزية رغم ما حاط تلك الاستقالة من شكوك ورأينا كيف استقال الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد يوم فلت زمام الامن من حكومته في تسعينات القرن الماضي وكيف استقال عمدة نيويورك بعد تفجيرات 2001 وكيف اودع الوقيف القادة الامنيون بعد مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان في حين نصاب نحن في العراق بكوارث وفواجع اطلقنا عليها وحسب ايام الاسبوع السبت الاسود والاحد الدامي والاثنين الحزين والثلاثاء المرعب والاربعاء الذي لازالت مرارته (وجوادر فواتحه ) منصوبة والخميس والجمعة وبتكرار مستمر من دون ان يكون هناك من يعلن نفسه مقصرا ويتحمل المسؤولية بشجاعة من السادة والقادة المسؤولين وليس على الصعيد الامني فقط فقضية وزير التجارة والفساد المستشري في وزارته لاتزال معلقة حتى الان ومصرف الزوية الذي اعيدت الاموال وسكت المسؤولون عن الباقي ووزارة الكهرباء التي لايعرف المواطن اين الخلل ومتى تحل ازمة الكهرباء اضافة للامانة وخدماتها المعطلة وبالضرورة لايتحمل تبعتها الا المواطن الذي لاحول له ولاقوة وعلى طريقة ( مرغم اخاك لابطل ) وفي خانة السادة المسؤولين والقادة لاكبش فداء ولامقصر ولاهم يحزنون وخاصة في الجانب الامني ولكن الوضع مختلف اليوم والحمد لله بعد احداث الاربعاء الدامي كما اطلق عليه السادة المصرحون لوسائل الاعلام والذي جاءت احداثه لتقصم ظهر بعير التبريرات وكان السيد وزير الدفاع واضحا جدا في ترجمة الحال وهو يعلن من منصة مجلس النواب عن تقديم ( قادة ميدانيون ) للقضاء العسكري وهؤلاء الذين اسماهم السيد الوزير قادة ميدانيون لاتتعدى قيادتهم (نقطة سيطرة ) صغيرة تتمركز على احد التقاطعات القريبة من مكان الكارثة ولايزيد افرادها على عشرة اشخاص او اكثر متناسيا ان عشرات السيطرات التي لاهم لها سوى عرقلة السير فقط مر عليها المجرمون وعبروا من دون ضجة او بصحبة من لاتستطيع تلك السيطرات ايقافه او تعطيله ويضيف السيد الوزير – اذا أثبتت التحقيقات اهمال او تقصير قادة تعبويين يعني اكبر من اؤلئك القادة الميدانيون فأنهم سيقدمون للقضاء العسكري وكلام السيد الوزير كان امام نواب الشعب ونقلته الفضائيات التي سمح لها النائب الاول بالبقاء وهو من قبيل ذر الرماد بالعيون او ...... وكان الاجدر ان يكون السادة والقادة ( المسؤولون الامنيون الكبار ) هم محل المسائلة وال ...... وبعدها تظهر التحقيقات برائتهم او تقصيرهم وكنا نتمنى ان نرى مسؤولا بمستوى وزير امني او قائد مسؤول يعلن عن تحمله المسؤولية ويقدم استقالته ويضع نفسه تحت تصرف القضاء العسكري لا ان يدفع – الفعل مبني للمجهول - بآمر سيطرة منسية تنحصر رتبته بين ( رأس عرفاء ) او ملازم ككبش فداء بدلا من المسؤول الحقيقي عن الخرق الامني المؤدي الى استشهاد وجرح اكثر من الف شخص في اربعاء دامي واحد وكارثة ربما نعيش على احزانها حتى حصول كارثة اخرى تشغلنا عنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق