الأحد، 30 أغسطس 2009

من غير طحين

راضي المترفي

لاادري هل هي من محاسن الصدف او من غيرها ان يتكاثر الصحفيين ومنظمات مجتمع المدني بطريقة الانشطار والتوالد وكبة الكبة اذ ما ان تمر عليك ساعة حتى تتعرف على صحفي جديد حتى لو كانت ماشيا على الرصيف ليس بطرا على ( الكيا ) وانما لعدم وجود ( خرده ) ويخاطبك ب( زميل ) ويخوض معك في هموم الصحافة وكيفية كتابة الاعمدة و ( التواثي ) والتحقيقات وغيرها كأنه نوري ثابت او روفائيل بطي او غيره من اساطين الصحافة التي نمت واينعت وازدهرت وذوت في غابر الازمنة ووقعنا شهادة وفاتها في زماننا بعد ان وصلت ( لشعيط ومعيط ) واذا تطور الحديث لطول الطريق او لأننا ( طابكين على صفحه ) واتصلت حباله التي نتجاذبها كزملاء يضحك كل منا على الاخر في سره فأن هذا الزميل الذي تعرفت عليه للتو يخبرك بكل خيلاء انه كتب عمودا اجبر به وزير النمل الابيض على ترك الوزارة وتسليم حقيبتها لرئيس الحكومة كما كتب افتتاحية في جريدته التي صدرت لمرة واحدة في سنة كبيسة وفي اخر يوم من شباطها جعل الحكومة تعلن حالة الطواريء وتمنع اجازات المساكين الشرطة والجنود ورجال الاطفاء الاشاوس وتفرض حظر التجوال خوفا من تدهور الوضع وهياج الجماهير لأن تلك الافتتاحية وضعت النقاط على الحروف وكشفت المستور وجعلت سلطات متعهدي كراجات النقل العام وسواق ( الكيا ) في مهب الريح وهروب الكثير منهم من ساحات باب المعظم والباب الشرقي وكراج قبل السدة خوفا من غضبة الجماهير التي حولت مفردات وجمل تلك الافتتاحية التي لم يقرأها احد الا واصيب بجنون .... الى شعارات على لافتات مرفوعة فوق الرؤوس وهكذا يستمر في تعداد انجازاته وتأثير كتاباته على الوضع العام وكشف عدم نزاهة مدير النزاهة وانت تضحك في سرك وتستغرب من غفلة الصحفيين يوم انتخبوا نقيبا لهم وتركوا هذا الالمعي متسكعا هنا وهناك محولا كل مكان يحل فيه الى عكاظ يقرأ فيه ( يتيمته ) العصماء ويشنف اسماع زملاء مثله كتب اغلبهم مقالا او عمودا واحدا في حياته عن ذلك الذي ( صفن ) نصف نهار وعندما سألوه عن ( صفنته ) اخبرهم انه يفكر في كيفية دخول هذا ( الميز ) الكبير من باب الغرفة الصغير او كتب احدهم عن اكتشاف البنسلين في شارع ( مريدي ) وغيرها من الاعمدة التي تسبب هيجانات جماهيرية على سطح القمر او في المريخ وفي غمرة حديثه عن امجاده الصحفية ينسى هذا المسكين المنطيق ان الاقدار دائما تحشر بين الجالسين مخالف او ( من العتك ) يحمل خبثا وتاريخا وحقدا على .......... الذي اوهم الكثير من شاكلة هذا الالمعي بانهم صحفيين لامعين ولاتعوزهم غير الفرصة و( شوية ) حظ وقدرة على مد ايديهم لجيوبهم ليس لاخراج القلم لان ذلك تكفل به ( ابو ..... ) وكتب لكل منهم موضوعا ونشره باسمه اما قربة الى الله – وهذه مستبعدة – او مقابل نفر كباب من ابو علي وهكذا اصبح ( يتخاطف ويالعين ) صحفيون وصحفيات كتب عليهم ( ..... made in ) يملؤن الفضاء جعجة من غير طحين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق