عاشقات القلم ……...
هل هن راهبات في أديرة الصحافة ...؟
أم عوانس فاتهن قطار الزواج …؟
راضي المترفي
اعترف مقدما أنها مغامرة لا تحمد عقباها وقد تدفع بي إلى قفص محكمة من محاكم الزمن الديمقراطي أمام قاض قد يؤجل الجلسة الأخيرة إلى شهور طويلة إذا ما عكر أحدهم مزاجه ويبقيني موقوفا على ذمة القضية أو في احسن الفروض أجد نفسي مجبرا على تكرار تجربة ندمت على فعلها أول مرة منذ سنين طويلة وهانا ادفع عمري ثمنا لهذه الغلطة ركضا ولهاثا خلف متطلبات البيت واحتياجاته وارضاء سيدته التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب واجبرتني على حفظ أرقام زميلاتي عن ظهر قلب بعد ان رأت ان كل اسم أو رقم هاتف أنثوي يدخل في طابوقة ( موبايلي ) يشكل خطرا على حياتنا الزوجية وقد يداهم قلعتها الصامدة في غفلة منها ومع هذا شرعت بالكتابة وأنا اعلم أني بين أمرين أحلاهما – مع الاعتذار للزميل حنظل –حنظل- فأما ان أكون في قفص أمام قاضي الجنايات بتهمة الإساءة للآخرين والتطرق إلى حياتهم الخاصة أو يضعني قاض شرعي في قفص أطلق عليه- البطرانون –الذهبي –مع عانس أكل عليها الدهر وشرب حتى بدت كأنها بارجة حربية شاركت بعدة حروب كونية فأخرجت من الخدمة ورست على شواطئ الذكريات في موانئ النسيان أو أنها في الطريق إلى سوق (الحرامية )لتحويلها إلى حديد خردة ( سكراب) ...
حملت قلمي واوراقي واصطحبت زميلي الذي أعلن انه في هذه القضية مثل ( المضيع عجل خالته) ان وجده غنى وان لم يجده غنى وسط دعوات رئيس التحرير العلنية بالتوفيق والسرية والتي كانت من كل قلبه بأن يراني واقفا أمام القاضي الشرعي عريسا لعانس تخفي في حقيبة عمرها المديد سبعين ربيعا مضت بين الوحدة والغرور والحرمان والأماني التي لم ترى النور والفرص الضائعة والحنين للحب الأول ومشاكسات ابن الجيران وأيام المدرسة والضفائر المجدولة ومشاريع زواج التهمتها حروب حارس البوابة الشرقية وظلم المجتمع ولو استجاب الله لدعوة رئيس التحرير وتمكن القاضي الشرعي من إصدار حكما بالمؤبد ليس مع الشغل والنفاذ على طريقة الأفلام المصرية وانما بالعيش مع عانس لم يتقدم لها في أيام شبابها من أعجبت به ولم تقبل بمن اعجب بها وجرت بها خيول الزمن خببا فسأتعرض لابشع استغلال من قبله بعد ان يتم طردي من قبل ( أم العيال) على ( عملتي الماينلبس عليها ثوب) حسب المثل العامي وتجدني العانس المتحولة إلى سيدة وعروس بقرار قضائي مشاكس لا يطاق كما شخص ذلك السيد رئيس التحرير منذ زمن بعيد وتطلب مني مغادرة عش الزوجية أو القفص الذي حشرت به من قبل القاضي مما يجعلني مضطرا للإقامة في بناية الجريدة بعد ان سدت الأبواب بوجهي فبالإضافة لشماتته فانه سيطلب مني ان أكون حارسا في الليل إضافة لعملي كاتب في النهار وموظف استعلامات أو عامل بدالة بعد انتهاء الدوام مادمت املك وقتا فائضا ومطرود من جنتين كما يسميها( البطرانون) ونسميها أنا والمرحوم سقراط نارين …
وليعلم رئيس التحرير وزميلاتي العوانس أني لا املك من حطام هذه الدنيا غير قلم ولسان ( متبري مني ) ...
عودة إلى الوراء وتساؤلات
معلوم آنا عبرنا المرحلة الإعدادية بتجارب بدائية ومبتورة في اغلب الأحيان ولم تتعدى العلاقة بين الجنسين اكثر من نظرة أو ابتسامة أو إعجاب لا نصرح به أو كلام على عجل في الطريق تحت ضغط الخوف من الفصل من المدرسة أو الأعراف الاجتماعية التي لا تحبذ العلاقات المكشوفة ولكن ما ان دلفنا الحرم الجامعي حتى اصبح الاختلاط مشروعا وتبدلت الأمور وارتفع المصروف وتنوعت الملابس واصبح للزمالة مجالا أوسع وكبرت فسحة الحرية وغمضت عين الرقيب فأصبحت ( الكافتيريا) مكانا نتبادل في الآراء والنظرات والتعبير عن الإعجاب الذي قد يتحول حبا يباركه الجميع واصبحنا نستطيع الجلوس مع من نرغب على طاولة منفردة دون الخوف من اتهام بعلاقة غير مشروعة تستدعي حضور ولي الأمر أو انعقاد مجلس تأديبي في الكلية واتخاذ قرار الطرد واصبح من حق الجنسان التعرف على بعضهم بطريقة افضل ووقت كافي وصولا إلى حرية القرار واصبح من حق كل طرف ان يحدد نوع العلاقة بالطرف الآخر ..هل هي قصة حب ..؟مشروع زواج ..؟ مجرد زمالة ..صداقة ..ارتياح ..؟
ومن يملك ذاكرة من الخريجين القدامى في زمن شحة الغاز والحفاظات وانقطاع الكهرباء وأنفلونزا الطيور ربما يتذكر ان حفلات التخرج كشفت ان البعض من كنا نحسبهم زملاء فقط كانوا أزواجا أو من كنا نراهم أعداء عقدوا قرانهم بعد التخرج مباشرة ومن ظننا انهم قاب قوسين أو ادني من عش الزوجية انتهى غرامهم مع آخر أيام التلمذة وبعد التخرج تشط الطرق وتتفرق الدروب ولكنها تزج بالخارجات من رحم الجامعة في معترك الحياة العملية في مواقع مليئة بزملاء الكلية إضافة لزملاء جدد رجالا لا يعرفون عن ماضيهن شيئا وفيهم الكثير ممن يصلح ان يكون مشروع زواج ..ترى لماذا لم تتزوجن وقتها وبقين عانسان ..اهو عزوف عن الزواج ..؟ أو عدم وجود الفرصة الكافية ..؟ هل هو الخوف من المجهول ..؟
توكلت على الله وحملت أسئلتي إلى عانس زاملتها فترة طبعا دون أخبارها بأني انظر لها على أساس أنها عانس ..
تسميات أو كلمات جفرية يتداولها الشارع تدل على عمر المرأة
.اعرف انك مثقفة وصاحبة تجربة حياتية ولا تؤمنين بالقسمة والنصيب فما لذي جعلك تعزفين عن الزواج ..؟ هل هو عدم وجود رجل مناسب ..؟ أو ان الرجال لا يملكون نظرا ..؟
. لاهذا ولاذاك كذلك لم يفتني القطار بعد فأنا في عمر أستطيع الزواج والإنجاب وتكوين بيت واسرة .
.ولكن الشارع العراقي أطلق تسميات تناسب أعمار النساء فمثلا يقال لمن هي في منتصف العقد الثاني ( احديثه) وبنت العشرين شابة ومن عبرت الثلاثيت ( ايجه ) وبعد الأربعين ( كجه) و بعد الخمسين ( داويه ) وما بعدها عجوز فأين تضعين نفسك من هذه التقسيمات ..؟
. أنا لا أؤمن بهذه التقسيمات وارى ان المرأة مثل الماسة كلما ازدادت حبات عمرها وثقل وزنها زادت قيمتها ..
. إذا أنت تنظرين تاجر تحفيات وليس زوجا بعد ان أصبحت ماسة وزنها اكثر من أربعين قيراط ..؟
. لم اقل هذا ولم تطلع حضرتك على هوية الأحوال الشخصية ولم أكلف أحدا بالبحث عن عريس كما ان هناك من ينتظر إشارة مني ..
. طيب ما لذي يمنعك ألا تخافين العنوسة في المستقبل ..؟
. يالك من ماكر أنا الآن من وجهة نظرك عانس بامتياز فلماذا لاتقولها بدون لف أو دوران ..؟
. وأنت مادمت تعرفين الحقيقة فلماذا تكابرين ..؟
. لقد ارتكبت في حياتي أخطاء ورفضت رجالا ممكن ان أكون مع أحدهم شراكه ولكن الرجال أيضا غير جادون ويهربون من المرأة المتعلمة والمتحررة كزوجة ولكنهم يقبلون بها بل يفتخرون بها صديقة .
. لو حصلت على فرصة تشكيل حياتك من جديد فهل ستكررينها نفسها..؟
. بصراحة لاكتفيت بالمتوسطة وقبلت بأول عريس يطرق بابي وكونت بيت واسرة كبيرة بعدما ذقت مرارة الوحدة وليلها الطويل وتجاهل اقرب الناس .
تركتها وأنا أتمنى ان التقي عانس تتكلم بصراحة ولا تثور بوجهي وتسألني عن سبب عزوف الرجال عن طرق بها .
القسمة والنصيب والجيران والبكالوريوس والغرور هم أسباب عنوستي
كانت العانس الثانية امرأة واقعية وقبلت خسارتها بالحياة العائلية بروح رياضية بل تعدت إلى اكثر من ذلك إذ تمنت ان لاتقع بنات الجيل الحالي بما وقعت هي به وبعض من بنات جيلها وحملت نفسها جزء من المسؤولية واتهمت الجيران بأبعاد من يتقدم لخطبتها اذ كانوا يقولون للمتقدم عندما يسألهم أنها خريجة وجميلة و( شايله خشمها) كذلك أعلنت إيمانها بالقسمة والنصيب وان الله لم يكتب لها قسمة .
ولكن لا يزال هناك وقتا والحكم لم يطلق صافرة النهاية وربما سيضيف وقتا ضائعا قد يكون فيه تعويضا لما فات أو مواساة على الأقل وشعور بأن المرء حصل على فرصته حتى وان جاءت متأخرة وخاض غمار تجربة حرم منها لزمن طويل ..؟
. ماذا تريد مني هـل ا قبل بأرمل نيف على السبعين وله ( درزن ) أبناء واعمل له مضمدة او اساعده على البكاء على اطلاله القديمة .
. هناك الكثير من الحلول التي تناسب وضعك ولاتقيدك بالمسؤولية التي تخافين منها أو تصادر حريتك .
. مثلا ..:
زواج المتعة او الزواج العرفي على الطريقة المصرية او زواج ( المسيار ) وهو اخر الحلول السعودية بالنسبة للعوانس .
. ومن تعير زوجها لعانس لمدة خمسة أيام او اكثر يقضيها في محافظة بعيدة عن محل سكناه ..؟
. وهل جميع الرجال لهم زوجات وتسأل عليهم أو تراقب تصرفاتهم .؟
. لاهناك الكثير الذين عفا عليهم الزمن واصبحو مثل سيارات عطل فيها ( السلف) ولانتفع معهم الدفعة حتى إذا كانت من طراز ( أم الميه) والمسيار مع هؤلاء كمن يصوم دهرا ويفطر بالأخير على (جريه ) .
. بعد زمن الديمقراطية والانفتاح حرصت الكثير من منظمات المجتمع المدني على اقامة ( ورش عمل ) للصحفيين في الخارج الا يمكن استغلالها والاتفاق مع زميل يكون بعيدا عن عين الرقيب على الوزاج واعتبار ايام الورشة شهر عسل ولو ( ميني ) خصوصا وان هذه المنظمات سخية وتدفع أجور الإقامة وغيرها ..؟
. ومن يضمن سكوت الخبثاء أو أصحاب الفضول والسبق الصحفي .؟
لا ادري ولم تكن مشكلتي واتمنى النوم على سرير منفرد ولو لأيام معدودات .
. إذا على الحكومة ان تقدم تسهيلات لمن تقدموا بالسن وتغريهم بالزواج كشقة مجانية او إقامة بالمنطقة الخضراء مجانا لمدة خمسة سنوات مع صرف مخصصات تغطي مصارف واحتياجات عرسان من الوزن الثقيل ..
ربما يقرأ هذا التحقيق أحد أعضاء الجمعية القدامى والذين لم يفلحوا بتجديد عضويتهم او وزير سابق لم يحصل عل حقيبة في التوزيع الجديد عله يتخذ قرارا لصالح هذه الفئة ويؤجله لحين عودته للسلطة مرة أخرى .
. إذا سأبقى عانس رغم انفك وبامتياز مادام السابق يوعد بالعودة والحالي لا يعرف الحال .
. قد يحن لحالك أحد الإرهابيين ويرسل زوجة أحد الزملاء إلى الجنة ولايجد هذا الزميل المترمل أحدا في طريقه غيرك .
. قول إنشاء الله .
. إنشاء الله
أيقظت زميلي من النوم ولملمت أوراقي ورحلت وسط مشاعر طالب تاريخ خرج من المتحف دون ان يستطيع تكوين صورة واضحة عن التراكم الزمني واثار السنين وأخاديد الزمن وعوامل التعرية التي تعرضت لها هذه القلاع رغم صمودها الظاهري وقدرتها على إخفاء تصدعاتها عن الناظرين لها من بعد وتسائلت من الجاني ..؟ ومن الذي أضاع هذه الأعمار ..؟ ومن ترك هذه الورود تذبل وتذوي بعيدا ..؟ وهل هناك تعويض أو مواساة على الأقل ..؟ ومن لهن في شيخوختهن الزاحفة بسرعة ..؟ وهل يصلح الراتب التقاعدي بعد الاحالة بديلا عن الزوج والولد ..؟ وما دور الحكومة في هذه المأساة ..؟ وهل يعجز مفكروها من أيجاد حل مقنع يحفظ كرامة الجميع ..؟
وما هو دور المجتمع ..؟ هل يبقى مصرا على ممارسة ظلمه ..؟ هل يترك الناس بحالهم يمارسون حياتهم بما يرضي الله دون ان يلصق بهم التهم ويخلق عنه الأكاذيب ..؟ ماذا لو خرجت العوانس في كل القطاعات وسرن بمظاهرات حاشدة ولعدة أيام أمام مقرات الحكومة مطالبات بحقهن الطبيعي في الحياة وتوفير أزواجا لهن ..؟ ماذا تفعل الحكومة لو قامت العانسان بالإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهن ..؟ تزاحمت الأسئلة وهربت الأجوبة وحمدت الله على كوني رجل والرجال في المجتمع الذي أعيش به لا يعنسون حتى وان بلغوا من العمر عتيا ..فتح صاحبي عينيه بعد نوم متقطع وسألني : أين وصلت ..؟ فأخبرته بالحال وعدم قدرتي على المواصلة .
فرك عينيه وازداد احمرارهن وقال :
( مادمت نقلت ما رأيت وما سمعت انتهى واجبك سلم الموضوع إلى رئاسة التحرير وهي تنلاص)
نهاية الموضوع
في النهاية اغلبهن نادمات ويبكين بصمت لعدم استغلالهن الفرص التي سنحت لهن او حتى أنصاف الفرص التي مرت وسط الزحام وأضواء الشهرة ونجاحات العمل وان ظهرت عليهن المكابرة على عكس البعض الآخر منهن الذي كان صريحا إذ قالت إحداهن بأنها كانت تبكي بمرارة كلما رأت فرشاة أسنانها وحيدة في الحمام والأخرى سأم قضاء الليل فوق سرير يسع لشخص واحد وتمنت لو أنها كانت واقعية وتمسكت بفرصتها وقبلت بالزميل الذي تقدم لها وشاركها حياتها ولايهم ان كان لها قصرا أو كوخ أو قضت معه حياتها على الرصيف تفترش الأرض وتلتحف السماء بدلا من الوحدة القاتلة وازدراء الأقارب والزملاء . وثالثة بكت بمرارة بعد ان حسبت السنين ولو كانت قابلة بنصيبها لكان لها اليوم بيت وزوج وابناء شباب يتجاوز أكبرهم العشرين من العمر ..
كم هو مؤلم ان تحرق سنين عمرك وتدفع ما تملك وما تدخر لاعمار بيت أو مكان يحسبك ساكنوه ضيفا كريما وتحسب نفسك صاحبه ويظهر لك خطأ حسابك أخيرا وهذا ما حصل لإحداهن إذ طلب منها ترك الغرفة التي تشغلها واودعتها كل نجاحاتها في العمل وخيباتها في الحياة لأن اصغر أبناء أخيها يروم الزواج في تلك الغرفة ..
واخيرا اتمنى ان لا يقع اللاحقون بأخطاء السابقون ويتمسك الجميع بفرصهم في الحياة وان يتبرع السيد رئيس التحرير بتقليل عدد العانسات بزواج أكبرهن سنا واطولهن لسانا لا ليعمل لنا بوابا أو حارسا وعامل بدالة في الجريدة إضافة لعمله وانما ليطلب اللجوء إلى إحدى المحافظات الفيدرالية أو التي في طريقها أو إلى دولة أجنبية كي نخلص من شروره وأوامره..
عاشقات القلم ……...
هل هن راهبات في أديرة الصحافة ...؟
أم عوانس فاتهن قطار الزواج …؟
راضي المترفي
اعترف مقدما أنها مغامرة لا تحمد عقباها وقد تدفع بي إلى قفص محكمة من محاكم الزمن الديمقراطي أمام قاض قد يؤجل الجلسة الأخيرة إلى شهور طويلة إذا ما عكر أحدهم مزاجه ويبقيني موقوفا على ذمة القضية أو في احسن الفروض أجد نفسي مجبرا على تكرار تجربة ندمت على فعلها أول مرة منذ سنين طويلة وهانا ادفع عمري ثمنا لهذه الغلطة ركضا ولهاثا خلف متطلبات البيت واحتياجاته وارضاء سيدته التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب واجبرتني على حفظ أرقام زميلاتي عن ظهر قلب بعد ان رأت ان كل اسم أو رقم هاتف أنثوي يدخل في طابوقة ( موبايلي ) يشكل خطرا على حياتنا الزوجية وقد يداهم قلعتها الصامدة في غفلة منها ومع هذا شرعت بالكتابة وأنا اعلم أني بين أمرين أحلاهما – مع الاعتذار للزميل حنظل –حنظل- فأما ان أكون في قفص أمام قاضي الجنايات بتهمة الإساءة للآخرين والتطرق إلى حياتهم الخاصة أو يضعني قاض شرعي في قفص أطلق عليه- البطرانون –الذهبي –مع عانس أكل عليها الدهر وشرب حتى بدت كأنها بارجة حربية شاركت بعدة حروب كونية فأخرجت من الخدمة ورست على شواطئ الذكريات في موانئ النسيان أو أنها في الطريق إلى سوق (الحرامية )لتحويلها إلى حديد خردة ( سكراب) ...
حملت قلمي واوراقي واصطحبت زميلي الذي أعلن انه في هذه القضية مثل ( المضيع عجل خالته) ان وجده غنى وان لم يجده غنى وسط دعوات رئيس التحرير العلنية بالتوفيق والسرية والتي كانت من كل قلبه بأن يراني واقفا أمام القاضي الشرعي عريسا لعانس تخفي في حقيبة عمرها المديد سبعين ربيعا مضت بين الوحدة والغرور والحرمان والأماني التي لم ترى النور والفرص الضائعة والحنين للحب الأول ومشاكسات ابن الجيران وأيام المدرسة والضفائر المجدولة ومشاريع زواج التهمتها حروب حارس البوابة الشرقية وظلم المجتمع ولو استجاب الله لدعوة رئيس التحرير وتمكن القاضي الشرعي من إصدار حكما بالمؤبد ليس مع الشغل والنفاذ على طريقة الأفلام المصرية وانما بالعيش مع عانس لم يتقدم لها في أيام شبابها من أعجبت به ولم تقبل بمن اعجب بها وجرت بها خيول الزمن خببا فسأتعرض لابشع استغلال من قبله بعد ان يتم طردي من قبل ( أم العيال) على ( عملتي الماينلبس عليها ثوب) حسب المثل العامي وتجدني العانس المتحولة إلى سيدة وعروس بقرار قضائي مشاكس لا يطاق كما شخص ذلك السيد رئيس التحرير منذ زمن بعيد وتطلب مني مغادرة عش الزوجية أو القفص الذي حشرت به من قبل القاضي مما يجعلني مضطرا للإقامة في بناية الجريدة بعد ان سدت الأبواب بوجهي فبالإضافة لشماتته فانه سيطلب مني ان أكون حارسا في الليل إضافة لعملي كاتب في النهار وموظف استعلامات أو عامل بدالة بعد انتهاء الدوام مادمت املك وقتا فائضا ومطرود من جنتين كما يسميها( البطرانون) ونسميها أنا والمرحوم سقراط نارين …
وليعلم رئيس التحرير وزميلاتي العوانس أني لا املك من حطام هذه الدنيا غير قلم ولسان ( متبري مني ) ...
عودة إلى الوراء وتساؤلات
معلوم آنا عبرنا المرحلة الإعدادية بتجارب بدائية ومبتورة في اغلب الأحيان ولم تتعدى العلاقة بين الجنسين اكثر من نظرة أو ابتسامة أو إعجاب لا نصرح به أو كلام على عجل في الطريق تحت ضغط الخوف من الفصل من المدرسة أو الأعراف الاجتماعية التي لا تحبذ العلاقات المكشوفة ولكن ما ان دلفنا الحرم الجامعي حتى اصبح الاختلاط مشروعا وتبدلت الأمور وارتفع المصروف وتنوعت الملابس واصبح للزمالة مجالا أوسع وكبرت فسحة الحرية وغمضت عين الرقيب فأصبحت ( الكافتيريا) مكانا نتبادل في الآراء والنظرات والتعبير عن الإعجاب الذي قد يتحول حبا يباركه الجميع واصبحنا نستطيع الجلوس مع من نرغب على طاولة منفردة دون الخوف من اتهام بعلاقة غير مشروعة تستدعي حضور ولي الأمر أو انعقاد مجلس تأديبي في الكلية واتخاذ قرار الطرد واصبح من حق الجنسان التعرف على بعضهم بطريقة افضل ووقت كافي وصولا إلى حرية القرار واصبح من حق كل طرف ان يحدد نوع العلاقة بالطرف الآخر ..هل هي قصة حب ..؟مشروع زواج ..؟ مجرد زمالة ..صداقة ..ارتياح ..؟
ومن يملك ذاكرة من الخريجين القدامى في زمن شحة الغاز والحفاظات وانقطاع الكهرباء وأنفلونزا الطيور ربما يتذكر ان حفلات التخرج كشفت ان البعض من كنا نحسبهم زملاء فقط كانوا أزواجا أو من كنا نراهم أعداء عقدوا قرانهم بعد التخرج مباشرة ومن ظننا انهم قاب قوسين أو ادني من عش الزوجية انتهى غرامهم مع آخر أيام التلمذة وبعد التخرج تشط الطرق وتتفرق الدروب ولكنها تزج بالخارجات من رحم الجامعة في معترك الحياة العملية في مواقع مليئة بزملاء الكلية إضافة لزملاء جدد رجالا لا يعرفون عن ماضيهن شيئا وفيهم الكثير ممن يصلح ان يكون مشروع زواج ..ترى لماذا لم تتزوجن وقتها وبقين عانسان ..اهو عزوف عن الزواج ..؟ أو عدم وجود الفرصة الكافية ..؟ هل هو الخوف من المجهول ..؟
توكلت على الله وحملت أسئلتي إلى عانس زاملتها فترة طبعا دون أخبارها بأني انظر لها على أساس أنها عانس ..
تسميات أو كلمات جفرية يتداولها الشارع تدل على عمر المرأة
.اعرف انك مثقفة وصاحبة تجربة حياتية ولا تؤمنين بالقسمة والنصيب فما لذي جعلك تعزفين عن الزواج ..؟ هل هو عدم وجود رجل مناسب ..؟ أو ان الرجال لا يملكون نظرا ..؟
. لاهذا ولاذاك كذلك لم يفتني القطار بعد فأنا في عمر أستطيع الزواج والإنجاب وتكوين بيت واسرة .
.ولكن الشارع العراقي أطلق تسميات تناسب أعمار النساء فمثلا يقال لمن هي في منتصف العقد الثاني ( احديثه) وبنت العشرين شابة ومن عبرت الثلاثيت ( ايجه ) وبعد الأربعين ( كجه) و بعد الخمسين ( داويه ) وما بعدها عجوز فأين تضعين نفسك من هذه التقسيمات ..؟
. أنا لا أؤمن بهذه التقسيمات وارى ان المرأة مثل الماسة كلما ازدادت حبات عمرها وثقل وزنها زادت قيمتها ..
. إذا أنت تنظرين تاجر تحفيات وليس زوجا بعد ان أصبحت ماسة وزنها اكثر من أربعين قيراط ..؟
. لم اقل هذا ولم تطلع حضرتك على هوية الأحوال الشخصية ولم أكلف أحدا بالبحث عن عريس كما ان هناك من ينتظر إشارة مني ..
. طيب ما لذي يمنعك ألا تخافين العنوسة في المستقبل ..؟
. يالك من ماكر أنا الآن من وجهة نظرك عانس بامتياز فلماذا لاتقولها بدون لف أو دوران ..؟
. وأنت مادمت تعرفين الحقيقة فلماذا تكابرين ..؟
. لقد ارتكبت في حياتي أخطاء ورفضت رجالا ممكن ان أكون مع أحدهم شراكه ولكن الرجال أيضا غير جادون ويهربون من المرأة المتعلمة والمتحررة كزوجة ولكنهم يقبلون بها بل يفتخرون بها صديقة .
. لو حصلت على فرصة تشكيل حياتك من جديد فهل ستكررينها نفسها..؟
. بصراحة لاكتفيت بالمتوسطة وقبلت بأول عريس يطرق بابي وكونت بيت واسرة كبيرة بعدما ذقت مرارة الوحدة وليلها الطويل وتجاهل اقرب الناس .
تركتها وأنا أتمنى ان التقي عانس تتكلم بصراحة ولا تثور بوجهي وتسألني عن سبب عزوف الرجال عن طرق بها .
القسمة والنصيب والجيران والبكالوريوس والغرور هم أسباب عنوستي
كانت العانس الثانية امرأة واقعية وقبلت خسارتها بالحياة العائلية بروح رياضية بل تعدت إلى اكثر من ذلك إذ تمنت ان لاتقع بنات الجيل الحالي بما وقعت هي به وبعض من بنات جيلها وحملت نفسها جزء من المسؤولية واتهمت الجيران بأبعاد من يتقدم لخطبتها اذ كانوا يقولون للمتقدم عندما يسألهم أنها خريجة وجميلة و( شايله خشمها) كذلك أعلنت إيمانها بالقسمة والنصيب وان الله لم يكتب لها قسمة .
ولكن لا يزال هناك وقتا والحكم لم يطلق صافرة النهاية وربما سيضيف وقتا ضائعا قد يكون فيه تعويضا لما فات أو مواساة على الأقل وشعور بأن المرء حصل على فرصته حتى وان جاءت متأخرة وخاض غمار تجربة حرم منها لزمن طويل ..؟
. ماذا تريد مني هـل ا قبل بأرمل نيف على السبعين وله ( درزن ) أبناء واعمل له مضمدة او اساعده على البكاء على اطلاله القديمة .
. هناك الكثير من الحلول التي تناسب وضعك ولاتقيدك بالمسؤولية التي تخافين منها أو تصادر حريتك .
. مثلا ..:
زواج المتعة او الزواج العرفي على الطريقة المصرية او زواج ( المسيار ) وهو اخر الحلول السعودية بالنسبة للعوانس .
. ومن تعير زوجها لعانس لمدة خمسة أيام او اكثر يقضيها في محافظة بعيدة عن محل سكناه ..؟
. وهل جميع الرجال لهم زوجات وتسأل عليهم أو تراقب تصرفاتهم .؟
. لاهناك الكثير الذين عفا عليهم الزمن واصبحو مثل سيارات عطل فيها ( السلف) ولانتفع معهم الدفعة حتى إذا كانت من طراز ( أم الميه) والمسيار مع هؤلاء كمن يصوم دهرا ويفطر بالأخير على (جريه ) .
. بعد زمن الديمقراطية والانفتاح حرصت الكثير من منظمات المجتمع المدني على اقامة ( ورش عمل ) للصحفيين في الخارج الا يمكن استغلالها والاتفاق مع زميل يكون بعيدا عن عين الرقيب على الوزاج واعتبار ايام الورشة شهر عسل ولو ( ميني ) خصوصا وان هذه المنظمات سخية وتدفع أجور الإقامة وغيرها ..؟
. ومن يضمن سكوت الخبثاء أو أصحاب الفضول والسبق الصحفي .؟
لا ادري ولم تكن مشكلتي واتمنى النوم على سرير منفرد ولو لأيام معدودات .
. إذا على الحكومة ان تقدم تسهيلات لمن تقدموا بالسن وتغريهم بالزواج كشقة مجانية او إقامة بالمنطقة الخضراء مجانا لمدة خمسة سنوات مع صرف مخصصات تغطي مصارف واحتياجات عرسان من الوزن الثقيل ..
ربما يقرأ هذا التحقيق أحد أعضاء الجمعية القدامى والذين لم يفلحوا بتجديد عضويتهم او وزير سابق لم يحصل عل حقيبة في التوزيع الجديد عله يتخذ قرارا لصالح هذه الفئة ويؤجله لحين عودته للسلطة مرة أخرى .
. إذا سأبقى عانس رغم انفك وبامتياز مادام السابق يوعد بالعودة والحالي لا يعرف الحال .
. قد يحن لحالك أحد الإرهابيين ويرسل زوجة أحد الزملاء إلى الجنة ولايجد هذا الزميل المترمل أحدا في طريقه غيرك .
. قول إنشاء الله .
. إنشاء الله
أيقظت زميلي من النوم ولملمت أوراقي ورحلت وسط مشاعر طالب تاريخ خرج من المتحف دون ان يستطيع تكوين صورة واضحة عن التراكم الزمني واثار السنين وأخاديد الزمن وعوامل التعرية التي تعرضت لها هذه القلاع رغم صمودها الظاهري وقدرتها على إخفاء تصدعاتها عن الناظرين لها من بعد وتسائلت من الجاني ..؟ ومن الذي أضاع هذه الأعمار ..؟ ومن ترك هذه الورود تذبل وتذوي بعيدا ..؟ وهل هناك تعويض أو مواساة على الأقل ..؟ ومن لهن في شيخوختهن الزاحفة بسرعة ..؟ وهل يصلح الراتب التقاعدي بعد الاحالة بديلا عن الزوج والولد ..؟ وما دور الحكومة في هذه المأساة ..؟ وهل يعجز مفكروها من أيجاد حل مقنع يحفظ كرامة الجميع ..؟
وما هو دور المجتمع ..؟ هل يبقى مصرا على ممارسة ظلمه ..؟ هل يترك الناس بحالهم يمارسون حياتهم بما يرضي الله دون ان يلصق بهم التهم ويخلق عنه الأكاذيب ..؟ ماذا لو خرجت العوانس في كل القطاعات وسرن بمظاهرات حاشدة ولعدة أيام أمام مقرات الحكومة مطالبات بحقهن الطبيعي في الحياة وتوفير أزواجا لهن ..؟ ماذا تفعل الحكومة لو قامت العانسان بالإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهن ..؟ تزاحمت الأسئلة وهربت الأجوبة وحمدت الله على كوني رجل والرجال في المجتمع الذي أعيش به لا يعنسون حتى وان بلغوا من العمر عتيا ..فتح صاحبي عينيه بعد نوم متقطع وسألني : أين وصلت ..؟ فأخبرته بالحال وعدم قدرتي على المواصلة .
فرك عينيه وازداد احمرارهن وقال :
( مادمت نقلت ما رأيت وما سمعت انتهى واجبك سلم الموضوع إلى رئاسة التحرير وهي تنلاص)
نهاية الموضوع
في النهاية اغلبهن نادمات ويبكين بصمت لعدم استغلالهن الفرص التي سنحت لهن او حتى أنصاف الفرص التي مرت وسط الزحام وأضواء الشهرة ونجاحات العمل وان ظهرت عليهن المكابرة على عكس البعض الآخر منهن الذي كان صريحا إذ قالت إحداهن بأنها كانت تبكي بمرارة كلما رأت فرشاة أسنانها وحيدة في الحمام والأخرى سأم قضاء الليل فوق سرير يسع لشخص واحد وتمنت لو أنها كانت واقعية وتمسكت بفرصتها وقبلت بالزميل الذي تقدم لها وشاركها حياتها ولايهم ان كان لها قصرا أو كوخ أو قضت معه حياتها على الرصيف تفترش الأرض وتلتحف السماء بدلا من الوحدة القاتلة وازدراء الأقارب والزملاء . وثالثة بكت بمرارة بعد ان حسبت السنين ولو كانت قابلة بنصيبها لكان لها اليوم بيت وزوج وابناء شباب يتجاوز أكبرهم العشرين من العمر ..
كم هو مؤلم ان تحرق سنين عمرك وتدفع ما تملك وما تدخر لاعمار بيت أو مكان يحسبك ساكنوه ضيفا كريما وتحسب نفسك صاحبه ويظهر لك خطأ حسابك أخيرا وهذا ما حصل لإحداهن إذ طلب منها ترك الغرفة التي تشغلها واودعتها كل نجاحاتها في العمل وخيباتها في الحياة لأن اصغر أبناء أخيها يروم الزواج في تلك الغرفة ..
واخيرا اتمنى ان لا يقع اللاحقون بأخطاء السابقون ويتمسك الجميع بفرصهم في الحياة وان يتبرع السيد رئيس التحرير بتقليل عدد العانسات بزواج أكبرهن سنا واطولهن لسانا لا ليعمل لنا بوابا أو حارسا وعامل بدالة في الجريدة إضافة لعمله وانما ليطلب اللجوء إلى إحدى المحافظات الفيدرالية أو التي في طريقها أو إلى دولة أجنبية كي نخلص من شروره وأوامره..
عاشقات القلم ……...
هل هن راهبات في أديرة الصحافة ...؟
أم عوانس فاتهن قطار الزواج …؟
راضي المترفي
اعترف مقدما أنها مغامرة لا تحمد عقباها وقد تدفع بي إلى قفص محكمة من محاكم الزمن الديمقراطي أمام قاض قد يؤجل الجلسة الأخيرة إلى شهور طويلة إذا ما عكر أحدهم مزاجه ويبقيني موقوفا على ذمة القضية أو في احسن الفروض أجد نفسي مجبرا على تكرار تجربة ندمت على فعلها أول مرة منذ سنين طويلة وهانا ادفع عمري ثمنا لهذه الغلطة ركضا ولهاثا خلف متطلبات البيت واحتياجاته وارضاء سيدته التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب واجبرتني على حفظ أرقام زميلاتي عن ظهر قلب بعد ان رأت ان كل اسم أو رقم هاتف أنثوي يدخل في طابوقة ( موبايلي ) يشكل خطرا على حياتنا الزوجية وقد يداهم قلعتها الصامدة في غفلة منها ومع هذا شرعت بالكتابة وأنا اعلم أني بين أمرين أحلاهما – مع الاعتذار للزميل حنظل –حنظل- فأما ان أكون في قفص أمام قاضي الجنايات بتهمة الإساءة للآخرين والتطرق إلى حياتهم الخاصة أو يضعني قاض شرعي في قفص أطلق عليه- البطرانون –الذهبي –مع عانس أكل عليها الدهر وشرب حتى بدت كأنها بارجة حربية شاركت بعدة حروب كونية فأخرجت من الخدمة ورست على شواطئ الذكريات في موانئ النسيان أو أنها في الطريق إلى سوق (الحرامية )لتحويلها إلى حديد خردة ( سكراب) ...
حملت قلمي واوراقي واصطحبت زميلي الذي أعلن انه في هذه القضية مثل ( المضيع عجل خالته) ان وجده غنى وان لم يجده غنى وسط دعوات رئيس التحرير العلنية بالتوفيق والسرية والتي كانت من كل قلبه بأن يراني واقفا أمام القاضي الشرعي عريسا لعانس تخفي في حقيبة عمرها المديد سبعين ربيعا مضت بين الوحدة والغرور والحرمان والأماني التي لم ترى النور والفرص الضائعة والحنين للحب الأول ومشاكسات ابن الجيران وأيام المدرسة والضفائر المجدولة ومشاريع زواج التهمتها حروب حارس البوابة الشرقية وظلم المجتمع ولو استجاب الله لدعوة رئيس التحرير وتمكن القاضي الشرعي من إصدار حكما بالمؤبد ليس مع الشغل والنفاذ على طريقة الأفلام المصرية وانما بالعيش مع عانس لم يتقدم لها في أيام شبابها من أعجبت به ولم تقبل بمن اعجب بها وجرت بها خيول الزمن خببا فسأتعرض لابشع استغلال من قبله بعد ان يتم طردي من قبل ( أم العيال) على ( عملتي الماينلبس عليها ثوب) حسب المثل العامي وتجدني العانس المتحولة إلى سيدة وعروس بقرار قضائي مشاكس لا يطاق كما شخص ذلك السيد رئيس التحرير منذ زمن بعيد وتطلب مني مغادرة عش الزوجية أو القفص الذي حشرت به من قبل القاضي مما يجعلني مضطرا للإقامة في بناية الجريدة بعد ان سدت الأبواب بوجهي فبالإضافة لشماتته فانه سيطلب مني ان أكون حارسا في الليل إضافة لعملي كاتب في النهار وموظف استعلامات أو عامل بدالة بعد انتهاء الدوام مادمت املك وقتا فائضا ومطرود من جنتين كما يسميها( البطرانون) ونسميها أنا والمرحوم سقراط نارين …
وليعلم رئيس التحرير وزميلاتي العوانس أني لا املك من حطام هذه الدنيا غير قلم ولسان ( متبري مني ) ...
عودة إلى الوراء وتساؤلات
معلوم آنا عبرنا المرحلة الإعدادية بتجارب بدائية ومبتورة في اغلب الأحيان ولم تتعدى العلاقة بين الجنسين اكثر من نظرة أو ابتسامة أو إعجاب لا نصرح به أو كلام على عجل في الطريق تحت ضغط الخوف من الفصل من المدرسة أو الأعراف الاجتماعية التي لا تحبذ العلاقات المكشوفة ولكن ما ان دلفنا الحرم الجامعي حتى اصبح الاختلاط مشروعا وتبدلت الأمور وارتفع المصروف وتنوعت الملابس واصبح للزمالة مجالا أوسع وكبرت فسحة الحرية وغمضت عين الرقيب فأصبحت ( الكافتيريا) مكانا نتبادل في الآراء والنظرات والتعبير عن الإعجاب الذي قد يتحول حبا يباركه الجميع واصبحنا نستطيع الجلوس مع من نرغب على طاولة منفردة دون الخوف من اتهام بعلاقة غير مشروعة تستدعي حضور ولي الأمر أو انعقاد مجلس تأديبي في الكلية واتخاذ قرار الطرد واصبح من حق الجنسان التعرف على بعضهم بطريقة افضل ووقت كافي وصولا إلى حرية القرار واصبح من حق كل طرف ان يحدد نوع العلاقة بالطرف الآخر ..هل هي قصة حب ..؟مشروع زواج ..؟ مجرد زمالة ..صداقة ..ارتياح ..؟
ومن يملك ذاكرة من الخريجين القدامى في زمن شحة الغاز والحفاظات وانقطاع الكهرباء وأنفلونزا الطيور ربما يتذكر ان حفلات التخرج كشفت ان البعض من كنا نحسبهم زملاء فقط كانوا أزواجا أو من كنا نراهم أعداء عقدوا قرانهم بعد التخرج مباشرة ومن ظننا انهم قاب قوسين أو ادني من عش الزوجية انتهى غرامهم مع آخر أيام التلمذة وبعد التخرج تشط الطرق وتتفرق الدروب ولكنها تزج بالخارجات من رحم الجامعة في معترك الحياة العملية في مواقع مليئة بزملاء الكلية إضافة لزملاء جدد رجالا لا يعرفون عن ماضيهن شيئا وفيهم الكثير ممن يصلح ان يكون مشروع زواج ..ترى لماذا لم تتزوجن وقتها وبقين عانسان ..اهو عزوف عن الزواج ..؟ أو عدم وجود الفرصة الكافية ..؟ هل هو الخوف من المجهول ..؟
توكلت على الله وحملت أسئلتي إلى عانس زاملتها فترة طبعا دون أخبارها بأني انظر لها على أساس أنها عانس ..
تسميات أو كلمات جفرية يتداولها الشارع تدل على عمر المرأة
.اعرف انك مثقفة وصاحبة تجربة حياتية ولا تؤمنين بالقسمة والنصيب فما لذي جعلك تعزفين عن الزواج ..؟ هل هو عدم وجود رجل مناسب ..؟ أو ان الرجال لا يملكون نظرا ..؟
. لاهذا ولاذاك كذلك لم يفتني القطار بعد فأنا في عمر أستطيع الزواج والإنجاب وتكوين بيت واسرة .
.ولكن الشارع العراقي أطلق تسميات تناسب أعمار النساء فمثلا يقال لمن هي في منتصف العقد الثاني ( احديثه) وبنت العشرين شابة ومن عبرت الثلاثيت ( ايجه ) وبعد الأربعين ( كجه) و بعد الخمسين ( داويه ) وما بعدها عجوز فأين تضعين نفسك من هذه التقسيمات ..؟
. أنا لا أؤمن بهذه التقسيمات وارى ان المرأة مثل الماسة كلما ازدادت حبات عمرها وثقل وزنها زادت قيمتها ..
. إذا أنت تنظرين تاجر تحفيات وليس زوجا بعد ان أصبحت ماسة وزنها اكثر من أربعين قيراط ..؟
. لم اقل هذا ولم تطلع حضرتك على هوية الأحوال الشخصية ولم أكلف أحدا بالبحث عن عريس كما ان هناك من ينتظر إشارة مني ..
. طيب ما لذي يمنعك ألا تخافين العنوسة في المستقبل ..؟
. يالك من ماكر أنا الآن من وجهة نظرك عانس بامتياز فلماذا لاتقولها بدون لف أو دوران ..؟
. وأنت مادمت تعرفين الحقيقة فلماذا تكابرين ..؟
. لقد ارتكبت في حياتي أخطاء ورفضت رجالا ممكن ان أكون مع أحدهم شراكه ولكن الرجال أيضا غير جادون ويهربون من المرأة المتعلمة والمتحررة كزوجة ولكنهم يقبلون بها بل يفتخرون بها صديقة .
. لو حصلت على فرصة تشكيل حياتك من جديد فهل ستكررينها نفسها..؟
. بصراحة لاكتفيت بالمتوسطة وقبلت بأول عريس يطرق بابي وكونت بيت واسرة كبيرة بعدما ذقت مرارة الوحدة وليلها الطويل وتجاهل اقرب الناس .
تركتها وأنا أتمنى ان التقي عانس تتكلم بصراحة ولا تثور بوجهي وتسألني عن سبب عزوف الرجال عن طرق بها .
القسمة والنصيب والجيران والبكالوريوس والغرور هم أسباب عنوستي
كانت العانس الثانية امرأة واقعية وقبلت خسارتها بالحياة العائلية بروح رياضية بل تعدت إلى اكثر من ذلك إذ تمنت ان لاتقع بنات الجيل الحالي بما وقعت هي به وبعض من بنات جيلها وحملت نفسها جزء من المسؤولية واتهمت الجيران بأبعاد من يتقدم لخطبتها اذ كانوا يقولون للمتقدم عندما يسألهم أنها خريجة وجميلة و( شايله خشمها) كذلك أعلنت إيمانها بالقسمة والنصيب وان الله لم يكتب لها قسمة .
ولكن لا يزال هناك وقتا والحكم لم يطلق صافرة النهاية وربما سيضيف وقتا ضائعا قد يكون فيه تعويضا لما فات أو مواساة على الأقل وشعور بأن المرء حصل على فرصته حتى وان جاءت متأخرة وخاض غمار تجربة حرم منها لزمن طويل ..؟
. ماذا تريد مني هـل ا قبل بأرمل نيف على السبعين وله ( درزن ) أبناء واعمل له مضمدة او اساعده على البكاء على اطلاله القديمة .
. هناك الكثير من الحلول التي تناسب وضعك ولاتقيدك بالمسؤولية التي تخافين منها أو تصادر حريتك .
. مثلا ..:
زواج المتعة او الزواج العرفي على الطريقة المصرية او زواج ( المسيار ) وهو اخر الحلول السعودية بالنسبة للعوانس .
. ومن تعير زوجها لعانس لمدة خمسة أيام او اكثر يقضيها في محافظة بعيدة عن محل سكناه ..؟
. وهل جميع الرجال لهم زوجات وتسأل عليهم أو تراقب تصرفاتهم .؟
. لاهناك الكثير الذين عفا عليهم الزمن واصبحو مثل سيارات عطل فيها ( السلف) ولانتفع معهم الدفعة حتى إذا كانت من طراز ( أم الميه) والمسيار مع هؤلاء كمن يصوم دهرا ويفطر بالأخير على (جريه ) .
. بعد زمن الديمقراطية والانفتاح حرصت الكثير من منظمات المجتمع المدني على اقامة ( ورش عمل ) للصحفيين في الخارج الا يمكن استغلالها والاتفاق مع زميل يكون بعيدا عن عين الرقيب على الوزاج واعتبار ايام الورشة شهر عسل ولو ( ميني ) خصوصا وان هذه المنظمات سخية وتدفع أجور الإقامة وغيرها ..؟
. ومن يضمن سكوت الخبثاء أو أصحاب الفضول والسبق الصحفي .؟
لا ادري ولم تكن مشكلتي واتمنى النوم على سرير منفرد ولو لأيام معدودات .
. إذا على الحكومة ان تقدم تسهيلات لمن تقدموا بالسن وتغريهم بالزواج كشقة مجانية او إقامة بالمنطقة الخضراء مجانا لمدة خمسة سنوات مع صرف مخصصات تغطي مصارف واحتياجات عرسان من الوزن الثقيل ..
ربما يقرأ هذا التحقيق أحد أعضاء الجمعية القدامى والذين لم يفلحوا بتجديد عضويتهم او وزير سابق لم يحصل عل حقيبة في التوزيع الجديد عله يتخذ قرارا لصالح هذه الفئة ويؤجله لحين عودته للسلطة مرة أخرى .
. إذا سأبقى عانس رغم انفك وبامتياز مادام السابق يوعد بالعودة والحالي لا يعرف الحال .
. قد يحن لحالك أحد الإرهابيين ويرسل زوجة أحد الزملاء إلى الجنة ولايجد هذا الزميل المترمل أحدا في طريقه غيرك .
. قول إنشاء الله .
. إنشاء الله
أيقظت زميلي من النوم ولملمت أوراقي ورحلت وسط مشاعر طالب تاريخ خرج من المتحف دون ان يستطيع تكوين صورة واضحة عن التراكم الزمني واثار السنين وأخاديد الزمن وعوامل التعرية التي تعرضت لها هذه القلاع رغم صمودها الظاهري وقدرتها على إخفاء تصدعاتها عن الناظرين لها من بعد وتسائلت من الجاني ..؟ ومن الذي أضاع هذه الأعمار ..؟ ومن ترك هذه الورود تذبل وتذوي بعيدا ..؟ وهل هناك تعويض أو مواساة على الأقل ..؟ ومن لهن في شيخوختهن الزاحفة بسرعة ..؟ وهل يصلح الراتب التقاعدي بعد الاحالة بديلا عن الزوج والولد ..؟ وما دور الحكومة في هذه المأساة ..؟ وهل يعجز مفكروها من أيجاد حل مقنع يحفظ كرامة الجميع ..؟
وما هو دور المجتمع ..؟ هل يبقى مصرا على ممارسة ظلمه ..؟ هل يترك الناس بحالهم يمارسون حياتهم بما يرضي الله دون ان يلصق بهم التهم ويخلق عنه الأكاذيب ..؟ ماذا لو خرجت العوانس في كل القطاعات وسرن بمظاهرات حاشدة ولعدة أيام أمام مقرات الحكومة مطالبات بحقهن الطبيعي في الحياة وتوفير أزواجا لهن ..؟ ماذا تفعل الحكومة لو قامت العانسان بالإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهن ..؟ تزاحمت الأسئلة وهربت الأجوبة وحمدت الله على كوني رجل والرجال في المجتمع الذي أعيش به لا يعنسون حتى وان بلغوا من العمر عتيا ..فتح صاحبي عينيه بعد نوم متقطع وسألني : أين وصلت ..؟ فأخبرته بالحال وعدم قدرتي على المواصلة .
فرك عينيه وازداد احمرارهن وقال :
( مادمت نقلت ما رأيت وما سمعت انتهى واجبك سلم الموضوع إلى رئاسة التحرير وهي تنلاص)
نهاية الموضوع
في النهاية اغلبهن نادمات ويبكين بصمت لعدم استغلالهن الفرص التي سنحت لهن او حتى أنصاف الفرص التي مرت وسط الزحام وأضواء الشهرة ونجاحات العمل وان ظهرت عليهن المكابرة على عكس البعض الآخر منهن الذي كان صريحا إذ قالت إحداهن بأنها كانت تبكي بمرارة كلما رأت فرشاة أسنانها وحيدة في الحمام والأخرى سأم قضاء الليل فوق سرير يسع لشخص واحد وتمنت لو أنها كانت واقعية وتمسكت بفرصتها وقبلت بالزميل الذي تقدم لها وشاركها حياتها ولايهم ان كان لها قصرا أو كوخ أو قضت معه حياتها على الرصيف تفترش الأرض وتلتحف السماء بدلا من الوحدة القاتلة وازدراء الأقارب والزملاء . وثالثة بكت بمرارة بعد ان حسبت السنين ولو كانت قابلة بنصيبها لكان لها اليوم بيت وزوج وابناء شباب يتجاوز أكبرهم العشرين من العمر ..
كم هو مؤلم ان تحرق سنين عمرك وتدفع ما تملك وما تدخر لاعمار بيت أو مكان يحسبك ساكنوه ضيفا كريما وتحسب نفسك صاحبه ويظهر لك خطأ حسابك أخيرا وهذا ما حصل لإحداهن إذ طلب منها ترك الغرفة التي تشغلها واودعتها كل نجاحاتها في العمل وخيباتها في الحياة لأن اصغر أبناء أخيها يروم الزواج في تلك الغرفة ..
واخيرا اتمنى ان لا يقع اللاحقون بأخطاء السابقون ويتمسك الجميع بفرصهم في الحياة وان يتبرع السيد رئيس التحرير بتقليل عدد العانسات بزواج أكبرهن سنا واطولهن لسانا لا ليعمل لنا بوابا أو حارسا وعامل بدالة في الجريدة إضافة لعمله وانما ليطلب اللجوء إلى إحدى المحافظات الفيدرالية أو التي في طريقها أو إلى دولة أجنبية كي نخلص من شروره وأوامره..
هل هن راهبات في أديرة الصحافة ...؟
أم عوانس فاتهن قطار الزواج …؟
راضي المترفي
اعترف مقدما أنها مغامرة لا تحمد عقباها وقد تدفع بي إلى قفص محكمة من محاكم الزمن الديمقراطي أمام قاض قد يؤجل الجلسة الأخيرة إلى شهور طويلة إذا ما عكر أحدهم مزاجه ويبقيني موقوفا على ذمة القضية أو في احسن الفروض أجد نفسي مجبرا على تكرار تجربة ندمت على فعلها أول مرة منذ سنين طويلة وهانا ادفع عمري ثمنا لهذه الغلطة ركضا ولهاثا خلف متطلبات البيت واحتياجاته وارضاء سيدته التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب واجبرتني على حفظ أرقام زميلاتي عن ظهر قلب بعد ان رأت ان كل اسم أو رقم هاتف أنثوي يدخل في طابوقة ( موبايلي ) يشكل خطرا على حياتنا الزوجية وقد يداهم قلعتها الصامدة في غفلة منها ومع هذا شرعت بالكتابة وأنا اعلم أني بين أمرين أحلاهما – مع الاعتذار للزميل حنظل –حنظل- فأما ان أكون في قفص أمام قاضي الجنايات بتهمة الإساءة للآخرين والتطرق إلى حياتهم الخاصة أو يضعني قاض شرعي في قفص أطلق عليه- البطرانون –الذهبي –مع عانس أكل عليها الدهر وشرب حتى بدت كأنها بارجة حربية شاركت بعدة حروب كونية فأخرجت من الخدمة ورست على شواطئ الذكريات في موانئ النسيان أو أنها في الطريق إلى سوق (الحرامية )لتحويلها إلى حديد خردة ( سكراب) ...
حملت قلمي واوراقي واصطحبت زميلي الذي أعلن انه في هذه القضية مثل ( المضيع عجل خالته) ان وجده غنى وان لم يجده غنى وسط دعوات رئيس التحرير العلنية بالتوفيق والسرية والتي كانت من كل قلبه بأن يراني واقفا أمام القاضي الشرعي عريسا لعانس تخفي في حقيبة عمرها المديد سبعين ربيعا مضت بين الوحدة والغرور والحرمان والأماني التي لم ترى النور والفرص الضائعة والحنين للحب الأول ومشاكسات ابن الجيران وأيام المدرسة والضفائر المجدولة ومشاريع زواج التهمتها حروب حارس البوابة الشرقية وظلم المجتمع ولو استجاب الله لدعوة رئيس التحرير وتمكن القاضي الشرعي من إصدار حكما بالمؤبد ليس مع الشغل والنفاذ على طريقة الأفلام المصرية وانما بالعيش مع عانس لم يتقدم لها في أيام شبابها من أعجبت به ولم تقبل بمن اعجب بها وجرت بها خيول الزمن خببا فسأتعرض لابشع استغلال من قبله بعد ان يتم طردي من قبل ( أم العيال) على ( عملتي الماينلبس عليها ثوب) حسب المثل العامي وتجدني العانس المتحولة إلى سيدة وعروس بقرار قضائي مشاكس لا يطاق كما شخص ذلك السيد رئيس التحرير منذ زمن بعيد وتطلب مني مغادرة عش الزوجية أو القفص الذي حشرت به من قبل القاضي مما يجعلني مضطرا للإقامة في بناية الجريدة بعد ان سدت الأبواب بوجهي فبالإضافة لشماتته فانه سيطلب مني ان أكون حارسا في الليل إضافة لعملي كاتب في النهار وموظف استعلامات أو عامل بدالة بعد انتهاء الدوام مادمت املك وقتا فائضا ومطرود من جنتين كما يسميها( البطرانون) ونسميها أنا والمرحوم سقراط نارين …
وليعلم رئيس التحرير وزميلاتي العوانس أني لا املك من حطام هذه الدنيا غير قلم ولسان ( متبري مني ) ...
عودة إلى الوراء وتساؤلات
معلوم آنا عبرنا المرحلة الإعدادية بتجارب بدائية ومبتورة في اغلب الأحيان ولم تتعدى العلاقة بين الجنسين اكثر من نظرة أو ابتسامة أو إعجاب لا نصرح به أو كلام على عجل في الطريق تحت ضغط الخوف من الفصل من المدرسة أو الأعراف الاجتماعية التي لا تحبذ العلاقات المكشوفة ولكن ما ان دلفنا الحرم الجامعي حتى اصبح الاختلاط مشروعا وتبدلت الأمور وارتفع المصروف وتنوعت الملابس واصبح للزمالة مجالا أوسع وكبرت فسحة الحرية وغمضت عين الرقيب فأصبحت ( الكافتيريا) مكانا نتبادل في الآراء والنظرات والتعبير عن الإعجاب الذي قد يتحول حبا يباركه الجميع واصبحنا نستطيع الجلوس مع من نرغب على طاولة منفردة دون الخوف من اتهام بعلاقة غير مشروعة تستدعي حضور ولي الأمر أو انعقاد مجلس تأديبي في الكلية واتخاذ قرار الطرد واصبح من حق الجنسان التعرف على بعضهم بطريقة افضل ووقت كافي وصولا إلى حرية القرار واصبح من حق كل طرف ان يحدد نوع العلاقة بالطرف الآخر ..هل هي قصة حب ..؟مشروع زواج ..؟ مجرد زمالة ..صداقة ..ارتياح ..؟
ومن يملك ذاكرة من الخريجين القدامى في زمن شحة الغاز والحفاظات وانقطاع الكهرباء وأنفلونزا الطيور ربما يتذكر ان حفلات التخرج كشفت ان البعض من كنا نحسبهم زملاء فقط كانوا أزواجا أو من كنا نراهم أعداء عقدوا قرانهم بعد التخرج مباشرة ومن ظننا انهم قاب قوسين أو ادني من عش الزوجية انتهى غرامهم مع آخر أيام التلمذة وبعد التخرج تشط الطرق وتتفرق الدروب ولكنها تزج بالخارجات من رحم الجامعة في معترك الحياة العملية في مواقع مليئة بزملاء الكلية إضافة لزملاء جدد رجالا لا يعرفون عن ماضيهن شيئا وفيهم الكثير ممن يصلح ان يكون مشروع زواج ..ترى لماذا لم تتزوجن وقتها وبقين عانسان ..اهو عزوف عن الزواج ..؟ أو عدم وجود الفرصة الكافية ..؟ هل هو الخوف من المجهول ..؟
توكلت على الله وحملت أسئلتي إلى عانس زاملتها فترة طبعا دون أخبارها بأني انظر لها على أساس أنها عانس ..
تسميات أو كلمات جفرية يتداولها الشارع تدل على عمر المرأة
.اعرف انك مثقفة وصاحبة تجربة حياتية ولا تؤمنين بالقسمة والنصيب فما لذي جعلك تعزفين عن الزواج ..؟ هل هو عدم وجود رجل مناسب ..؟ أو ان الرجال لا يملكون نظرا ..؟
. لاهذا ولاذاك كذلك لم يفتني القطار بعد فأنا في عمر أستطيع الزواج والإنجاب وتكوين بيت واسرة .
.ولكن الشارع العراقي أطلق تسميات تناسب أعمار النساء فمثلا يقال لمن هي في منتصف العقد الثاني ( احديثه) وبنت العشرين شابة ومن عبرت الثلاثيت ( ايجه ) وبعد الأربعين ( كجه) و بعد الخمسين ( داويه ) وما بعدها عجوز فأين تضعين نفسك من هذه التقسيمات ..؟
. أنا لا أؤمن بهذه التقسيمات وارى ان المرأة مثل الماسة كلما ازدادت حبات عمرها وثقل وزنها زادت قيمتها ..
. إذا أنت تنظرين تاجر تحفيات وليس زوجا بعد ان أصبحت ماسة وزنها اكثر من أربعين قيراط ..؟
. لم اقل هذا ولم تطلع حضرتك على هوية الأحوال الشخصية ولم أكلف أحدا بالبحث عن عريس كما ان هناك من ينتظر إشارة مني ..
. طيب ما لذي يمنعك ألا تخافين العنوسة في المستقبل ..؟
. يالك من ماكر أنا الآن من وجهة نظرك عانس بامتياز فلماذا لاتقولها بدون لف أو دوران ..؟
. وأنت مادمت تعرفين الحقيقة فلماذا تكابرين ..؟
. لقد ارتكبت في حياتي أخطاء ورفضت رجالا ممكن ان أكون مع أحدهم شراكه ولكن الرجال أيضا غير جادون ويهربون من المرأة المتعلمة والمتحررة كزوجة ولكنهم يقبلون بها بل يفتخرون بها صديقة .
. لو حصلت على فرصة تشكيل حياتك من جديد فهل ستكررينها نفسها..؟
. بصراحة لاكتفيت بالمتوسطة وقبلت بأول عريس يطرق بابي وكونت بيت واسرة كبيرة بعدما ذقت مرارة الوحدة وليلها الطويل وتجاهل اقرب الناس .
تركتها وأنا أتمنى ان التقي عانس تتكلم بصراحة ولا تثور بوجهي وتسألني عن سبب عزوف الرجال عن طرق بها .
القسمة والنصيب والجيران والبكالوريوس والغرور هم أسباب عنوستي
كانت العانس الثانية امرأة واقعية وقبلت خسارتها بالحياة العائلية بروح رياضية بل تعدت إلى اكثر من ذلك إذ تمنت ان لاتقع بنات الجيل الحالي بما وقعت هي به وبعض من بنات جيلها وحملت نفسها جزء من المسؤولية واتهمت الجيران بأبعاد من يتقدم لخطبتها اذ كانوا يقولون للمتقدم عندما يسألهم أنها خريجة وجميلة و( شايله خشمها) كذلك أعلنت إيمانها بالقسمة والنصيب وان الله لم يكتب لها قسمة .
ولكن لا يزال هناك وقتا والحكم لم يطلق صافرة النهاية وربما سيضيف وقتا ضائعا قد يكون فيه تعويضا لما فات أو مواساة على الأقل وشعور بأن المرء حصل على فرصته حتى وان جاءت متأخرة وخاض غمار تجربة حرم منها لزمن طويل ..؟
. ماذا تريد مني هـل ا قبل بأرمل نيف على السبعين وله ( درزن ) أبناء واعمل له مضمدة او اساعده على البكاء على اطلاله القديمة .
. هناك الكثير من الحلول التي تناسب وضعك ولاتقيدك بالمسؤولية التي تخافين منها أو تصادر حريتك .
. مثلا ..:
زواج المتعة او الزواج العرفي على الطريقة المصرية او زواج ( المسيار ) وهو اخر الحلول السعودية بالنسبة للعوانس .
. ومن تعير زوجها لعانس لمدة خمسة أيام او اكثر يقضيها في محافظة بعيدة عن محل سكناه ..؟
. وهل جميع الرجال لهم زوجات وتسأل عليهم أو تراقب تصرفاتهم .؟
. لاهناك الكثير الذين عفا عليهم الزمن واصبحو مثل سيارات عطل فيها ( السلف) ولانتفع معهم الدفعة حتى إذا كانت من طراز ( أم الميه) والمسيار مع هؤلاء كمن يصوم دهرا ويفطر بالأخير على (جريه ) .
. بعد زمن الديمقراطية والانفتاح حرصت الكثير من منظمات المجتمع المدني على اقامة ( ورش عمل ) للصحفيين في الخارج الا يمكن استغلالها والاتفاق مع زميل يكون بعيدا عن عين الرقيب على الوزاج واعتبار ايام الورشة شهر عسل ولو ( ميني ) خصوصا وان هذه المنظمات سخية وتدفع أجور الإقامة وغيرها ..؟
. ومن يضمن سكوت الخبثاء أو أصحاب الفضول والسبق الصحفي .؟
لا ادري ولم تكن مشكلتي واتمنى النوم على سرير منفرد ولو لأيام معدودات .
. إذا على الحكومة ان تقدم تسهيلات لمن تقدموا بالسن وتغريهم بالزواج كشقة مجانية او إقامة بالمنطقة الخضراء مجانا لمدة خمسة سنوات مع صرف مخصصات تغطي مصارف واحتياجات عرسان من الوزن الثقيل ..
ربما يقرأ هذا التحقيق أحد أعضاء الجمعية القدامى والذين لم يفلحوا بتجديد عضويتهم او وزير سابق لم يحصل عل حقيبة في التوزيع الجديد عله يتخذ قرارا لصالح هذه الفئة ويؤجله لحين عودته للسلطة مرة أخرى .
. إذا سأبقى عانس رغم انفك وبامتياز مادام السابق يوعد بالعودة والحالي لا يعرف الحال .
. قد يحن لحالك أحد الإرهابيين ويرسل زوجة أحد الزملاء إلى الجنة ولايجد هذا الزميل المترمل أحدا في طريقه غيرك .
. قول إنشاء الله .
. إنشاء الله
أيقظت زميلي من النوم ولملمت أوراقي ورحلت وسط مشاعر طالب تاريخ خرج من المتحف دون ان يستطيع تكوين صورة واضحة عن التراكم الزمني واثار السنين وأخاديد الزمن وعوامل التعرية التي تعرضت لها هذه القلاع رغم صمودها الظاهري وقدرتها على إخفاء تصدعاتها عن الناظرين لها من بعد وتسائلت من الجاني ..؟ ومن الذي أضاع هذه الأعمار ..؟ ومن ترك هذه الورود تذبل وتذوي بعيدا ..؟ وهل هناك تعويض أو مواساة على الأقل ..؟ ومن لهن في شيخوختهن الزاحفة بسرعة ..؟ وهل يصلح الراتب التقاعدي بعد الاحالة بديلا عن الزوج والولد ..؟ وما دور الحكومة في هذه المأساة ..؟ وهل يعجز مفكروها من أيجاد حل مقنع يحفظ كرامة الجميع ..؟
وما هو دور المجتمع ..؟ هل يبقى مصرا على ممارسة ظلمه ..؟ هل يترك الناس بحالهم يمارسون حياتهم بما يرضي الله دون ان يلصق بهم التهم ويخلق عنه الأكاذيب ..؟ ماذا لو خرجت العوانس في كل القطاعات وسرن بمظاهرات حاشدة ولعدة أيام أمام مقرات الحكومة مطالبات بحقهن الطبيعي في الحياة وتوفير أزواجا لهن ..؟ ماذا تفعل الحكومة لو قامت العانسان بالإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهن ..؟ تزاحمت الأسئلة وهربت الأجوبة وحمدت الله على كوني رجل والرجال في المجتمع الذي أعيش به لا يعنسون حتى وان بلغوا من العمر عتيا ..فتح صاحبي عينيه بعد نوم متقطع وسألني : أين وصلت ..؟ فأخبرته بالحال وعدم قدرتي على المواصلة .
فرك عينيه وازداد احمرارهن وقال :
( مادمت نقلت ما رأيت وما سمعت انتهى واجبك سلم الموضوع إلى رئاسة التحرير وهي تنلاص)
نهاية الموضوع
في النهاية اغلبهن نادمات ويبكين بصمت لعدم استغلالهن الفرص التي سنحت لهن او حتى أنصاف الفرص التي مرت وسط الزحام وأضواء الشهرة ونجاحات العمل وان ظهرت عليهن المكابرة على عكس البعض الآخر منهن الذي كان صريحا إذ قالت إحداهن بأنها كانت تبكي بمرارة كلما رأت فرشاة أسنانها وحيدة في الحمام والأخرى سأم قضاء الليل فوق سرير يسع لشخص واحد وتمنت لو أنها كانت واقعية وتمسكت بفرصتها وقبلت بالزميل الذي تقدم لها وشاركها حياتها ولايهم ان كان لها قصرا أو كوخ أو قضت معه حياتها على الرصيف تفترش الأرض وتلتحف السماء بدلا من الوحدة القاتلة وازدراء الأقارب والزملاء . وثالثة بكت بمرارة بعد ان حسبت السنين ولو كانت قابلة بنصيبها لكان لها اليوم بيت وزوج وابناء شباب يتجاوز أكبرهم العشرين من العمر ..
كم هو مؤلم ان تحرق سنين عمرك وتدفع ما تملك وما تدخر لاعمار بيت أو مكان يحسبك ساكنوه ضيفا كريما وتحسب نفسك صاحبه ويظهر لك خطأ حسابك أخيرا وهذا ما حصل لإحداهن إذ طلب منها ترك الغرفة التي تشغلها واودعتها كل نجاحاتها في العمل وخيباتها في الحياة لأن اصغر أبناء أخيها يروم الزواج في تلك الغرفة ..
واخيرا اتمنى ان لا يقع اللاحقون بأخطاء السابقون ويتمسك الجميع بفرصهم في الحياة وان يتبرع السيد رئيس التحرير بتقليل عدد العانسات بزواج أكبرهن سنا واطولهن لسانا لا ليعمل لنا بوابا أو حارسا وعامل بدالة في الجريدة إضافة لعمله وانما ليطلب اللجوء إلى إحدى المحافظات الفيدرالية أو التي في طريقها أو إلى دولة أجنبية كي نخلص من شروره وأوامره..
عاشقات القلم ……...
هل هن راهبات في أديرة الصحافة ...؟
أم عوانس فاتهن قطار الزواج …؟
راضي المترفي
اعترف مقدما أنها مغامرة لا تحمد عقباها وقد تدفع بي إلى قفص محكمة من محاكم الزمن الديمقراطي أمام قاض قد يؤجل الجلسة الأخيرة إلى شهور طويلة إذا ما عكر أحدهم مزاجه ويبقيني موقوفا على ذمة القضية أو في احسن الفروض أجد نفسي مجبرا على تكرار تجربة ندمت على فعلها أول مرة منذ سنين طويلة وهانا ادفع عمري ثمنا لهذه الغلطة ركضا ولهاثا خلف متطلبات البيت واحتياجاته وارضاء سيدته التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب واجبرتني على حفظ أرقام زميلاتي عن ظهر قلب بعد ان رأت ان كل اسم أو رقم هاتف أنثوي يدخل في طابوقة ( موبايلي ) يشكل خطرا على حياتنا الزوجية وقد يداهم قلعتها الصامدة في غفلة منها ومع هذا شرعت بالكتابة وأنا اعلم أني بين أمرين أحلاهما – مع الاعتذار للزميل حنظل –حنظل- فأما ان أكون في قفص أمام قاضي الجنايات بتهمة الإساءة للآخرين والتطرق إلى حياتهم الخاصة أو يضعني قاض شرعي في قفص أطلق عليه- البطرانون –الذهبي –مع عانس أكل عليها الدهر وشرب حتى بدت كأنها بارجة حربية شاركت بعدة حروب كونية فأخرجت من الخدمة ورست على شواطئ الذكريات في موانئ النسيان أو أنها في الطريق إلى سوق (الحرامية )لتحويلها إلى حديد خردة ( سكراب) ...
حملت قلمي واوراقي واصطحبت زميلي الذي أعلن انه في هذه القضية مثل ( المضيع عجل خالته) ان وجده غنى وان لم يجده غنى وسط دعوات رئيس التحرير العلنية بالتوفيق والسرية والتي كانت من كل قلبه بأن يراني واقفا أمام القاضي الشرعي عريسا لعانس تخفي في حقيبة عمرها المديد سبعين ربيعا مضت بين الوحدة والغرور والحرمان والأماني التي لم ترى النور والفرص الضائعة والحنين للحب الأول ومشاكسات ابن الجيران وأيام المدرسة والضفائر المجدولة ومشاريع زواج التهمتها حروب حارس البوابة الشرقية وظلم المجتمع ولو استجاب الله لدعوة رئيس التحرير وتمكن القاضي الشرعي من إصدار حكما بالمؤبد ليس مع الشغل والنفاذ على طريقة الأفلام المصرية وانما بالعيش مع عانس لم يتقدم لها في أيام شبابها من أعجبت به ولم تقبل بمن اعجب بها وجرت بها خيول الزمن خببا فسأتعرض لابشع استغلال من قبله بعد ان يتم طردي من قبل ( أم العيال) على ( عملتي الماينلبس عليها ثوب) حسب المثل العامي وتجدني العانس المتحولة إلى سيدة وعروس بقرار قضائي مشاكس لا يطاق كما شخص ذلك السيد رئيس التحرير منذ زمن بعيد وتطلب مني مغادرة عش الزوجية أو القفص الذي حشرت به من قبل القاضي مما يجعلني مضطرا للإقامة في بناية الجريدة بعد ان سدت الأبواب بوجهي فبالإضافة لشماتته فانه سيطلب مني ان أكون حارسا في الليل إضافة لعملي كاتب في النهار وموظف استعلامات أو عامل بدالة بعد انتهاء الدوام مادمت املك وقتا فائضا ومطرود من جنتين كما يسميها( البطرانون) ونسميها أنا والمرحوم سقراط نارين …
وليعلم رئيس التحرير وزميلاتي العوانس أني لا املك من حطام هذه الدنيا غير قلم ولسان ( متبري مني ) ...
عودة إلى الوراء وتساؤلات
معلوم آنا عبرنا المرحلة الإعدادية بتجارب بدائية ومبتورة في اغلب الأحيان ولم تتعدى العلاقة بين الجنسين اكثر من نظرة أو ابتسامة أو إعجاب لا نصرح به أو كلام على عجل في الطريق تحت ضغط الخوف من الفصل من المدرسة أو الأعراف الاجتماعية التي لا تحبذ العلاقات المكشوفة ولكن ما ان دلفنا الحرم الجامعي حتى اصبح الاختلاط مشروعا وتبدلت الأمور وارتفع المصروف وتنوعت الملابس واصبح للزمالة مجالا أوسع وكبرت فسحة الحرية وغمضت عين الرقيب فأصبحت ( الكافتيريا) مكانا نتبادل في الآراء والنظرات والتعبير عن الإعجاب الذي قد يتحول حبا يباركه الجميع واصبحنا نستطيع الجلوس مع من نرغب على طاولة منفردة دون الخوف من اتهام بعلاقة غير مشروعة تستدعي حضور ولي الأمر أو انعقاد مجلس تأديبي في الكلية واتخاذ قرار الطرد واصبح من حق الجنسان التعرف على بعضهم بطريقة افضل ووقت كافي وصولا إلى حرية القرار واصبح من حق كل طرف ان يحدد نوع العلاقة بالطرف الآخر ..هل هي قصة حب ..؟مشروع زواج ..؟ مجرد زمالة ..صداقة ..ارتياح ..؟
ومن يملك ذاكرة من الخريجين القدامى في زمن شحة الغاز والحفاظات وانقطاع الكهرباء وأنفلونزا الطيور ربما يتذكر ان حفلات التخرج كشفت ان البعض من كنا نحسبهم زملاء فقط كانوا أزواجا أو من كنا نراهم أعداء عقدوا قرانهم بعد التخرج مباشرة ومن ظننا انهم قاب قوسين أو ادني من عش الزوجية انتهى غرامهم مع آخر أيام التلمذة وبعد التخرج تشط الطرق وتتفرق الدروب ولكنها تزج بالخارجات من رحم الجامعة في معترك الحياة العملية في مواقع مليئة بزملاء الكلية إضافة لزملاء جدد رجالا لا يعرفون عن ماضيهن شيئا وفيهم الكثير ممن يصلح ان يكون مشروع زواج ..ترى لماذا لم تتزوجن وقتها وبقين عانسان ..اهو عزوف عن الزواج ..؟ أو عدم وجود الفرصة الكافية ..؟ هل هو الخوف من المجهول ..؟
توكلت على الله وحملت أسئلتي إلى عانس زاملتها فترة طبعا دون أخبارها بأني انظر لها على أساس أنها عانس ..
تسميات أو كلمات جفرية يتداولها الشارع تدل على عمر المرأة
.اعرف انك مثقفة وصاحبة تجربة حياتية ولا تؤمنين بالقسمة والنصيب فما لذي جعلك تعزفين عن الزواج ..؟ هل هو عدم وجود رجل مناسب ..؟ أو ان الرجال لا يملكون نظرا ..؟
. لاهذا ولاذاك كذلك لم يفتني القطار بعد فأنا في عمر أستطيع الزواج والإنجاب وتكوين بيت واسرة .
.ولكن الشارع العراقي أطلق تسميات تناسب أعمار النساء فمثلا يقال لمن هي في منتصف العقد الثاني ( احديثه) وبنت العشرين شابة ومن عبرت الثلاثيت ( ايجه ) وبعد الأربعين ( كجه) و بعد الخمسين ( داويه ) وما بعدها عجوز فأين تضعين نفسك من هذه التقسيمات ..؟
. أنا لا أؤمن بهذه التقسيمات وارى ان المرأة مثل الماسة كلما ازدادت حبات عمرها وثقل وزنها زادت قيمتها ..
. إذا أنت تنظرين تاجر تحفيات وليس زوجا بعد ان أصبحت ماسة وزنها اكثر من أربعين قيراط ..؟
. لم اقل هذا ولم تطلع حضرتك على هوية الأحوال الشخصية ولم أكلف أحدا بالبحث عن عريس كما ان هناك من ينتظر إشارة مني ..
. طيب ما لذي يمنعك ألا تخافين العنوسة في المستقبل ..؟
. يالك من ماكر أنا الآن من وجهة نظرك عانس بامتياز فلماذا لاتقولها بدون لف أو دوران ..؟
. وأنت مادمت تعرفين الحقيقة فلماذا تكابرين ..؟
. لقد ارتكبت في حياتي أخطاء ورفضت رجالا ممكن ان أكون مع أحدهم شراكه ولكن الرجال أيضا غير جادون ويهربون من المرأة المتعلمة والمتحررة كزوجة ولكنهم يقبلون بها بل يفتخرون بها صديقة .
. لو حصلت على فرصة تشكيل حياتك من جديد فهل ستكررينها نفسها..؟
. بصراحة لاكتفيت بالمتوسطة وقبلت بأول عريس يطرق بابي وكونت بيت واسرة كبيرة بعدما ذقت مرارة الوحدة وليلها الطويل وتجاهل اقرب الناس .
تركتها وأنا أتمنى ان التقي عانس تتكلم بصراحة ولا تثور بوجهي وتسألني عن سبب عزوف الرجال عن طرق بها .
القسمة والنصيب والجيران والبكالوريوس والغرور هم أسباب عنوستي
كانت العانس الثانية امرأة واقعية وقبلت خسارتها بالحياة العائلية بروح رياضية بل تعدت إلى اكثر من ذلك إذ تمنت ان لاتقع بنات الجيل الحالي بما وقعت هي به وبعض من بنات جيلها وحملت نفسها جزء من المسؤولية واتهمت الجيران بأبعاد من يتقدم لخطبتها اذ كانوا يقولون للمتقدم عندما يسألهم أنها خريجة وجميلة و( شايله خشمها) كذلك أعلنت إيمانها بالقسمة والنصيب وان الله لم يكتب لها قسمة .
ولكن لا يزال هناك وقتا والحكم لم يطلق صافرة النهاية وربما سيضيف وقتا ضائعا قد يكون فيه تعويضا لما فات أو مواساة على الأقل وشعور بأن المرء حصل على فرصته حتى وان جاءت متأخرة وخاض غمار تجربة حرم منها لزمن طويل ..؟
. ماذا تريد مني هـل ا قبل بأرمل نيف على السبعين وله ( درزن ) أبناء واعمل له مضمدة او اساعده على البكاء على اطلاله القديمة .
. هناك الكثير من الحلول التي تناسب وضعك ولاتقيدك بالمسؤولية التي تخافين منها أو تصادر حريتك .
. مثلا ..:
زواج المتعة او الزواج العرفي على الطريقة المصرية او زواج ( المسيار ) وهو اخر الحلول السعودية بالنسبة للعوانس .
. ومن تعير زوجها لعانس لمدة خمسة أيام او اكثر يقضيها في محافظة بعيدة عن محل سكناه ..؟
. وهل جميع الرجال لهم زوجات وتسأل عليهم أو تراقب تصرفاتهم .؟
. لاهناك الكثير الذين عفا عليهم الزمن واصبحو مثل سيارات عطل فيها ( السلف) ولانتفع معهم الدفعة حتى إذا كانت من طراز ( أم الميه) والمسيار مع هؤلاء كمن يصوم دهرا ويفطر بالأخير على (جريه ) .
. بعد زمن الديمقراطية والانفتاح حرصت الكثير من منظمات المجتمع المدني على اقامة ( ورش عمل ) للصحفيين في الخارج الا يمكن استغلالها والاتفاق مع زميل يكون بعيدا عن عين الرقيب على الوزاج واعتبار ايام الورشة شهر عسل ولو ( ميني ) خصوصا وان هذه المنظمات سخية وتدفع أجور الإقامة وغيرها ..؟
. ومن يضمن سكوت الخبثاء أو أصحاب الفضول والسبق الصحفي .؟
لا ادري ولم تكن مشكلتي واتمنى النوم على سرير منفرد ولو لأيام معدودات .
. إذا على الحكومة ان تقدم تسهيلات لمن تقدموا بالسن وتغريهم بالزواج كشقة مجانية او إقامة بالمنطقة الخضراء مجانا لمدة خمسة سنوات مع صرف مخصصات تغطي مصارف واحتياجات عرسان من الوزن الثقيل ..
ربما يقرأ هذا التحقيق أحد أعضاء الجمعية القدامى والذين لم يفلحوا بتجديد عضويتهم او وزير سابق لم يحصل عل حقيبة في التوزيع الجديد عله يتخذ قرارا لصالح هذه الفئة ويؤجله لحين عودته للسلطة مرة أخرى .
. إذا سأبقى عانس رغم انفك وبامتياز مادام السابق يوعد بالعودة والحالي لا يعرف الحال .
. قد يحن لحالك أحد الإرهابيين ويرسل زوجة أحد الزملاء إلى الجنة ولايجد هذا الزميل المترمل أحدا في طريقه غيرك .
. قول إنشاء الله .
. إنشاء الله
أيقظت زميلي من النوم ولملمت أوراقي ورحلت وسط مشاعر طالب تاريخ خرج من المتحف دون ان يستطيع تكوين صورة واضحة عن التراكم الزمني واثار السنين وأخاديد الزمن وعوامل التعرية التي تعرضت لها هذه القلاع رغم صمودها الظاهري وقدرتها على إخفاء تصدعاتها عن الناظرين لها من بعد وتسائلت من الجاني ..؟ ومن الذي أضاع هذه الأعمار ..؟ ومن ترك هذه الورود تذبل وتذوي بعيدا ..؟ وهل هناك تعويض أو مواساة على الأقل ..؟ ومن لهن في شيخوختهن الزاحفة بسرعة ..؟ وهل يصلح الراتب التقاعدي بعد الاحالة بديلا عن الزوج والولد ..؟ وما دور الحكومة في هذه المأساة ..؟ وهل يعجز مفكروها من أيجاد حل مقنع يحفظ كرامة الجميع ..؟
وما هو دور المجتمع ..؟ هل يبقى مصرا على ممارسة ظلمه ..؟ هل يترك الناس بحالهم يمارسون حياتهم بما يرضي الله دون ان يلصق بهم التهم ويخلق عنه الأكاذيب ..؟ ماذا لو خرجت العوانس في كل القطاعات وسرن بمظاهرات حاشدة ولعدة أيام أمام مقرات الحكومة مطالبات بحقهن الطبيعي في الحياة وتوفير أزواجا لهن ..؟ ماذا تفعل الحكومة لو قامت العانسان بالإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهن ..؟ تزاحمت الأسئلة وهربت الأجوبة وحمدت الله على كوني رجل والرجال في المجتمع الذي أعيش به لا يعنسون حتى وان بلغوا من العمر عتيا ..فتح صاحبي عينيه بعد نوم متقطع وسألني : أين وصلت ..؟ فأخبرته بالحال وعدم قدرتي على المواصلة .
فرك عينيه وازداد احمرارهن وقال :
( مادمت نقلت ما رأيت وما سمعت انتهى واجبك سلم الموضوع إلى رئاسة التحرير وهي تنلاص)
نهاية الموضوع
في النهاية اغلبهن نادمات ويبكين بصمت لعدم استغلالهن الفرص التي سنحت لهن او حتى أنصاف الفرص التي مرت وسط الزحام وأضواء الشهرة ونجاحات العمل وان ظهرت عليهن المكابرة على عكس البعض الآخر منهن الذي كان صريحا إذ قالت إحداهن بأنها كانت تبكي بمرارة كلما رأت فرشاة أسنانها وحيدة في الحمام والأخرى سأم قضاء الليل فوق سرير يسع لشخص واحد وتمنت لو أنها كانت واقعية وتمسكت بفرصتها وقبلت بالزميل الذي تقدم لها وشاركها حياتها ولايهم ان كان لها قصرا أو كوخ أو قضت معه حياتها على الرصيف تفترش الأرض وتلتحف السماء بدلا من الوحدة القاتلة وازدراء الأقارب والزملاء . وثالثة بكت بمرارة بعد ان حسبت السنين ولو كانت قابلة بنصيبها لكان لها اليوم بيت وزوج وابناء شباب يتجاوز أكبرهم العشرين من العمر ..
كم هو مؤلم ان تحرق سنين عمرك وتدفع ما تملك وما تدخر لاعمار بيت أو مكان يحسبك ساكنوه ضيفا كريما وتحسب نفسك صاحبه ويظهر لك خطأ حسابك أخيرا وهذا ما حصل لإحداهن إذ طلب منها ترك الغرفة التي تشغلها واودعتها كل نجاحاتها في العمل وخيباتها في الحياة لأن اصغر أبناء أخيها يروم الزواج في تلك الغرفة ..
واخيرا اتمنى ان لا يقع اللاحقون بأخطاء السابقون ويتمسك الجميع بفرصهم في الحياة وان يتبرع السيد رئيس التحرير بتقليل عدد العانسات بزواج أكبرهن سنا واطولهن لسانا لا ليعمل لنا بوابا أو حارسا وعامل بدالة في الجريدة إضافة لعمله وانما ليطلب اللجوء إلى إحدى المحافظات الفيدرالية أو التي في طريقها أو إلى دولة أجنبية كي نخلص من شروره وأوامره..
عاشقات القلم ……...
هل هن راهبات في أديرة الصحافة ...؟
أم عوانس فاتهن قطار الزواج …؟
راضي المترفي
اعترف مقدما أنها مغامرة لا تحمد عقباها وقد تدفع بي إلى قفص محكمة من محاكم الزمن الديمقراطي أمام قاض قد يؤجل الجلسة الأخيرة إلى شهور طويلة إذا ما عكر أحدهم مزاجه ويبقيني موقوفا على ذمة القضية أو في احسن الفروض أجد نفسي مجبرا على تكرار تجربة ندمت على فعلها أول مرة منذ سنين طويلة وهانا ادفع عمري ثمنا لهذه الغلطة ركضا ولهاثا خلف متطلبات البيت واحتياجاته وارضاء سيدته التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب واجبرتني على حفظ أرقام زميلاتي عن ظهر قلب بعد ان رأت ان كل اسم أو رقم هاتف أنثوي يدخل في طابوقة ( موبايلي ) يشكل خطرا على حياتنا الزوجية وقد يداهم قلعتها الصامدة في غفلة منها ومع هذا شرعت بالكتابة وأنا اعلم أني بين أمرين أحلاهما – مع الاعتذار للزميل حنظل –حنظل- فأما ان أكون في قفص أمام قاضي الجنايات بتهمة الإساءة للآخرين والتطرق إلى حياتهم الخاصة أو يضعني قاض شرعي في قفص أطلق عليه- البطرانون –الذهبي –مع عانس أكل عليها الدهر وشرب حتى بدت كأنها بارجة حربية شاركت بعدة حروب كونية فأخرجت من الخدمة ورست على شواطئ الذكريات في موانئ النسيان أو أنها في الطريق إلى سوق (الحرامية )لتحويلها إلى حديد خردة ( سكراب) ...
حملت قلمي واوراقي واصطحبت زميلي الذي أعلن انه في هذه القضية مثل ( المضيع عجل خالته) ان وجده غنى وان لم يجده غنى وسط دعوات رئيس التحرير العلنية بالتوفيق والسرية والتي كانت من كل قلبه بأن يراني واقفا أمام القاضي الشرعي عريسا لعانس تخفي في حقيبة عمرها المديد سبعين ربيعا مضت بين الوحدة والغرور والحرمان والأماني التي لم ترى النور والفرص الضائعة والحنين للحب الأول ومشاكسات ابن الجيران وأيام المدرسة والضفائر المجدولة ومشاريع زواج التهمتها حروب حارس البوابة الشرقية وظلم المجتمع ولو استجاب الله لدعوة رئيس التحرير وتمكن القاضي الشرعي من إصدار حكما بالمؤبد ليس مع الشغل والنفاذ على طريقة الأفلام المصرية وانما بالعيش مع عانس لم يتقدم لها في أيام شبابها من أعجبت به ولم تقبل بمن اعجب بها وجرت بها خيول الزمن خببا فسأتعرض لابشع استغلال من قبله بعد ان يتم طردي من قبل ( أم العيال) على ( عملتي الماينلبس عليها ثوب) حسب المثل العامي وتجدني العانس المتحولة إلى سيدة وعروس بقرار قضائي مشاكس لا يطاق كما شخص ذلك السيد رئيس التحرير منذ زمن بعيد وتطلب مني مغادرة عش الزوجية أو القفص الذي حشرت به من قبل القاضي مما يجعلني مضطرا للإقامة في بناية الجريدة بعد ان سدت الأبواب بوجهي فبالإضافة لشماتته فانه سيطلب مني ان أكون حارسا في الليل إضافة لعملي كاتب في النهار وموظف استعلامات أو عامل بدالة بعد انتهاء الدوام مادمت املك وقتا فائضا ومطرود من جنتين كما يسميها( البطرانون) ونسميها أنا والمرحوم سقراط نارين …
وليعلم رئيس التحرير وزميلاتي العوانس أني لا املك من حطام هذه الدنيا غير قلم ولسان ( متبري مني ) ...
عودة إلى الوراء وتساؤلات
معلوم آنا عبرنا المرحلة الإعدادية بتجارب بدائية ومبتورة في اغلب الأحيان ولم تتعدى العلاقة بين الجنسين اكثر من نظرة أو ابتسامة أو إعجاب لا نصرح به أو كلام على عجل في الطريق تحت ضغط الخوف من الفصل من المدرسة أو الأعراف الاجتماعية التي لا تحبذ العلاقات المكشوفة ولكن ما ان دلفنا الحرم الجامعي حتى اصبح الاختلاط مشروعا وتبدلت الأمور وارتفع المصروف وتنوعت الملابس واصبح للزمالة مجالا أوسع وكبرت فسحة الحرية وغمضت عين الرقيب فأصبحت ( الكافتيريا) مكانا نتبادل في الآراء والنظرات والتعبير عن الإعجاب الذي قد يتحول حبا يباركه الجميع واصبحنا نستطيع الجلوس مع من نرغب على طاولة منفردة دون الخوف من اتهام بعلاقة غير مشروعة تستدعي حضور ولي الأمر أو انعقاد مجلس تأديبي في الكلية واتخاذ قرار الطرد واصبح من حق الجنسان التعرف على بعضهم بطريقة افضل ووقت كافي وصولا إلى حرية القرار واصبح من حق كل طرف ان يحدد نوع العلاقة بالطرف الآخر ..هل هي قصة حب ..؟مشروع زواج ..؟ مجرد زمالة ..صداقة ..ارتياح ..؟
ومن يملك ذاكرة من الخريجين القدامى في زمن شحة الغاز والحفاظات وانقطاع الكهرباء وأنفلونزا الطيور ربما يتذكر ان حفلات التخرج كشفت ان البعض من كنا نحسبهم زملاء فقط كانوا أزواجا أو من كنا نراهم أعداء عقدوا قرانهم بعد التخرج مباشرة ومن ظننا انهم قاب قوسين أو ادني من عش الزوجية انتهى غرامهم مع آخر أيام التلمذة وبعد التخرج تشط الطرق وتتفرق الدروب ولكنها تزج بالخارجات من رحم الجامعة في معترك الحياة العملية في مواقع مليئة بزملاء الكلية إضافة لزملاء جدد رجالا لا يعرفون عن ماضيهن شيئا وفيهم الكثير ممن يصلح ان يكون مشروع زواج ..ترى لماذا لم تتزوجن وقتها وبقين عانسان ..اهو عزوف عن الزواج ..؟ أو عدم وجود الفرصة الكافية ..؟ هل هو الخوف من المجهول ..؟
توكلت على الله وحملت أسئلتي إلى عانس زاملتها فترة طبعا دون أخبارها بأني انظر لها على أساس أنها عانس ..
تسميات أو كلمات جفرية يتداولها الشارع تدل على عمر المرأة
.اعرف انك مثقفة وصاحبة تجربة حياتية ولا تؤمنين بالقسمة والنصيب فما لذي جعلك تعزفين عن الزواج ..؟ هل هو عدم وجود رجل مناسب ..؟ أو ان الرجال لا يملكون نظرا ..؟
. لاهذا ولاذاك كذلك لم يفتني القطار بعد فأنا في عمر أستطيع الزواج والإنجاب وتكوين بيت واسرة .
.ولكن الشارع العراقي أطلق تسميات تناسب أعمار النساء فمثلا يقال لمن هي في منتصف العقد الثاني ( احديثه) وبنت العشرين شابة ومن عبرت الثلاثيت ( ايجه ) وبعد الأربعين ( كجه) و بعد الخمسين ( داويه ) وما بعدها عجوز فأين تضعين نفسك من هذه التقسيمات ..؟
. أنا لا أؤمن بهذه التقسيمات وارى ان المرأة مثل الماسة كلما ازدادت حبات عمرها وثقل وزنها زادت قيمتها ..
. إذا أنت تنظرين تاجر تحفيات وليس زوجا بعد ان أصبحت ماسة وزنها اكثر من أربعين قيراط ..؟
. لم اقل هذا ولم تطلع حضرتك على هوية الأحوال الشخصية ولم أكلف أحدا بالبحث عن عريس كما ان هناك من ينتظر إشارة مني ..
. طيب ما لذي يمنعك ألا تخافين العنوسة في المستقبل ..؟
. يالك من ماكر أنا الآن من وجهة نظرك عانس بامتياز فلماذا لاتقولها بدون لف أو دوران ..؟
. وأنت مادمت تعرفين الحقيقة فلماذا تكابرين ..؟
. لقد ارتكبت في حياتي أخطاء ورفضت رجالا ممكن ان أكون مع أحدهم شراكه ولكن الرجال أيضا غير جادون ويهربون من المرأة المتعلمة والمتحررة كزوجة ولكنهم يقبلون بها بل يفتخرون بها صديقة .
. لو حصلت على فرصة تشكيل حياتك من جديد فهل ستكررينها نفسها..؟
. بصراحة لاكتفيت بالمتوسطة وقبلت بأول عريس يطرق بابي وكونت بيت واسرة كبيرة بعدما ذقت مرارة الوحدة وليلها الطويل وتجاهل اقرب الناس .
تركتها وأنا أتمنى ان التقي عانس تتكلم بصراحة ولا تثور بوجهي وتسألني عن سبب عزوف الرجال عن طرق بها .
القسمة والنصيب والجيران والبكالوريوس والغرور هم أسباب عنوستي
كانت العانس الثانية امرأة واقعية وقبلت خسارتها بالحياة العائلية بروح رياضية بل تعدت إلى اكثر من ذلك إذ تمنت ان لاتقع بنات الجيل الحالي بما وقعت هي به وبعض من بنات جيلها وحملت نفسها جزء من المسؤولية واتهمت الجيران بأبعاد من يتقدم لخطبتها اذ كانوا يقولون للمتقدم عندما يسألهم أنها خريجة وجميلة و( شايله خشمها) كذلك أعلنت إيمانها بالقسمة والنصيب وان الله لم يكتب لها قسمة .
ولكن لا يزال هناك وقتا والحكم لم يطلق صافرة النهاية وربما سيضيف وقتا ضائعا قد يكون فيه تعويضا لما فات أو مواساة على الأقل وشعور بأن المرء حصل على فرصته حتى وان جاءت متأخرة وخاض غمار تجربة حرم منها لزمن طويل ..؟
. ماذا تريد مني هـل ا قبل بأرمل نيف على السبعين وله ( درزن ) أبناء واعمل له مضمدة او اساعده على البكاء على اطلاله القديمة .
. هناك الكثير من الحلول التي تناسب وضعك ولاتقيدك بالمسؤولية التي تخافين منها أو تصادر حريتك .
. مثلا ..:
زواج المتعة او الزواج العرفي على الطريقة المصرية او زواج ( المسيار ) وهو اخر الحلول السعودية بالنسبة للعوانس .
. ومن تعير زوجها لعانس لمدة خمسة أيام او اكثر يقضيها في محافظة بعيدة عن محل سكناه ..؟
. وهل جميع الرجال لهم زوجات وتسأل عليهم أو تراقب تصرفاتهم .؟
. لاهناك الكثير الذين عفا عليهم الزمن واصبحو مثل سيارات عطل فيها ( السلف) ولانتفع معهم الدفعة حتى إذا كانت من طراز ( أم الميه) والمسيار مع هؤلاء كمن يصوم دهرا ويفطر بالأخير على (جريه ) .
. بعد زمن الديمقراطية والانفتاح حرصت الكثير من منظمات المجتمع المدني على اقامة ( ورش عمل ) للصحفيين في الخارج الا يمكن استغلالها والاتفاق مع زميل يكون بعيدا عن عين الرقيب على الوزاج واعتبار ايام الورشة شهر عسل ولو ( ميني ) خصوصا وان هذه المنظمات سخية وتدفع أجور الإقامة وغيرها ..؟
. ومن يضمن سكوت الخبثاء أو أصحاب الفضول والسبق الصحفي .؟
لا ادري ولم تكن مشكلتي واتمنى النوم على سرير منفرد ولو لأيام معدودات .
. إذا على الحكومة ان تقدم تسهيلات لمن تقدموا بالسن وتغريهم بالزواج كشقة مجانية او إقامة بالمنطقة الخضراء مجانا لمدة خمسة سنوات مع صرف مخصصات تغطي مصارف واحتياجات عرسان من الوزن الثقيل ..
ربما يقرأ هذا التحقيق أحد أعضاء الجمعية القدامى والذين لم يفلحوا بتجديد عضويتهم او وزير سابق لم يحصل عل حقيبة في التوزيع الجديد عله يتخذ قرارا لصالح هذه الفئة ويؤجله لحين عودته للسلطة مرة أخرى .
. إذا سأبقى عانس رغم انفك وبامتياز مادام السابق يوعد بالعودة والحالي لا يعرف الحال .
. قد يحن لحالك أحد الإرهابيين ويرسل زوجة أحد الزملاء إلى الجنة ولايجد هذا الزميل المترمل أحدا في طريقه غيرك .
. قول إنشاء الله .
. إنشاء الله
أيقظت زميلي من النوم ولملمت أوراقي ورحلت وسط مشاعر طالب تاريخ خرج من المتحف دون ان يستطيع تكوين صورة واضحة عن التراكم الزمني واثار السنين وأخاديد الزمن وعوامل التعرية التي تعرضت لها هذه القلاع رغم صمودها الظاهري وقدرتها على إخفاء تصدعاتها عن الناظرين لها من بعد وتسائلت من الجاني ..؟ ومن الذي أضاع هذه الأعمار ..؟ ومن ترك هذه الورود تذبل وتذوي بعيدا ..؟ وهل هناك تعويض أو مواساة على الأقل ..؟ ومن لهن في شيخوختهن الزاحفة بسرعة ..؟ وهل يصلح الراتب التقاعدي بعد الاحالة بديلا عن الزوج والولد ..؟ وما دور الحكومة في هذه المأساة ..؟ وهل يعجز مفكروها من أيجاد حل مقنع يحفظ كرامة الجميع ..؟
وما هو دور المجتمع ..؟ هل يبقى مصرا على ممارسة ظلمه ..؟ هل يترك الناس بحالهم يمارسون حياتهم بما يرضي الله دون ان يلصق بهم التهم ويخلق عنه الأكاذيب ..؟ ماذا لو خرجت العوانس في كل القطاعات وسرن بمظاهرات حاشدة ولعدة أيام أمام مقرات الحكومة مطالبات بحقهن الطبيعي في الحياة وتوفير أزواجا لهن ..؟ ماذا تفعل الحكومة لو قامت العانسان بالإضراب عن العمل حتى يستجاب لمطالبهن ..؟ تزاحمت الأسئلة وهربت الأجوبة وحمدت الله على كوني رجل والرجال في المجتمع الذي أعيش به لا يعنسون حتى وان بلغوا من العمر عتيا ..فتح صاحبي عينيه بعد نوم متقطع وسألني : أين وصلت ..؟ فأخبرته بالحال وعدم قدرتي على المواصلة .
فرك عينيه وازداد احمرارهن وقال :
( مادمت نقلت ما رأيت وما سمعت انتهى واجبك سلم الموضوع إلى رئاسة التحرير وهي تنلاص)
نهاية الموضوع
في النهاية اغلبهن نادمات ويبكين بصمت لعدم استغلالهن الفرص التي سنحت لهن او حتى أنصاف الفرص التي مرت وسط الزحام وأضواء الشهرة ونجاحات العمل وان ظهرت عليهن المكابرة على عكس البعض الآخر منهن الذي كان صريحا إذ قالت إحداهن بأنها كانت تبكي بمرارة كلما رأت فرشاة أسنانها وحيدة في الحمام والأخرى سأم قضاء الليل فوق سرير يسع لشخص واحد وتمنت لو أنها كانت واقعية وتمسكت بفرصتها وقبلت بالزميل الذي تقدم لها وشاركها حياتها ولايهم ان كان لها قصرا أو كوخ أو قضت معه حياتها على الرصيف تفترش الأرض وتلتحف السماء بدلا من الوحدة القاتلة وازدراء الأقارب والزملاء . وثالثة بكت بمرارة بعد ان حسبت السنين ولو كانت قابلة بنصيبها لكان لها اليوم بيت وزوج وابناء شباب يتجاوز أكبرهم العشرين من العمر ..
كم هو مؤلم ان تحرق سنين عمرك وتدفع ما تملك وما تدخر لاعمار بيت أو مكان يحسبك ساكنوه ضيفا كريما وتحسب نفسك صاحبه ويظهر لك خطأ حسابك أخيرا وهذا ما حصل لإحداهن إذ طلب منها ترك الغرفة التي تشغلها واودعتها كل نجاحاتها في العمل وخيباتها في الحياة لأن اصغر أبناء أخيها يروم الزواج في تلك الغرفة ..
واخيرا اتمنى ان لا يقع اللاحقون بأخطاء السابقون ويتمسك الجميع بفرصهم في الحياة وان يتبرع السيد رئيس التحرير بتقليل عدد العانسات بزواج أكبرهن سنا واطولهن لسانا لا ليعمل لنا بوابا أو حارسا وعامل بدالة في الجريدة إضافة لعمله وانما ليطلب اللجوء إلى إحدى المحافظات الفيدرالية أو التي في طريقها أو إلى دولة أجنبية كي نخلص من شروره وأوامره..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق