من المستفيد من موت الصحفي
راضي المترفي
لو اننا نملك توثيقا وتسجيلا لاحداث زمننا الديمقراطي هذا ( زمن كلمن ايده أله ) واعدنا على اساسه تدوير شريط الاحداث فيه وتحديدا ماحصل منها للصحفيين ابتداءا باول صجفي قتل او اختطف او اعتقل على ارض العراق ومرت امام نواظرنا اللحظات التي سقط فيها صحفيون صرعى مثل علي الربيعي ومحسن واطوار ووووووووووووووووفليح وداي مجذاب واختفى زيد وريم وووووسلام وتسائلنا لماذا يقتل هؤلاء او يخطف او يعتقل اؤلئك وهم لاينتمون لاطراف متحاربة ولايعملون لحساب جهة خارجية ...؟ ووجدنا جوابا اقنعنا به انفسنا وقلنا هذا هو العراق الان وهذا هو ثمن التحول والحرية والديمقراطية وعدم اكتمال مؤسسات الدولة وضعف قدرة الحكومة على تأمين الحماية للصحفيين وعدم استطاعتها ( الحكومة ) على فرض القانون ونفسها كسلطة وحيدة في الشارع العراقي ومادام الصحفيون يتحركون في الشارع ويمارسون دورهم في نقل الخبر وايصال الحقيقة وابداء الرأي وسط سواتر المتحاربين الوهمية فان ضريبتهم تكون بهذا المستوى من التضحية والدم الذي يفوق الحبر هذه الايام مع التاكيد على عدم قدرة الحكومة على توفير حماية لهم مهما كانت بسيطة او حتى معنوية ومن لايعجبه الوضع يقول لسان الحال فليغادر الساحة ويغمد قلمه ويغطي عدسة كاميرته ويجلس في بيته او يعمل سائق ( كيا ) او موظف بعقد في قسم بلدي او حتى عتالا في جميلة او حمالا في الشورجة مع خطورة تلك المهن والامكنة ايضا ومادام الصحفي يقتل كل يوم فماذا بعد مقتل الصحفي ..؟
اذا كانت الحكومة تعلن او تصر الحاحا على رأي عادل امام على اعادة بناء جسر الصرافية واشقائه من الجسور المنهارة واعادة تأهيل وترميم شارع المتنبي واعادة بناء الروضة العسكرية وتمنح من يموت جراء العمليات الارهابية المستمر وقوعها على مدار الساعة من موظفيها اسم ( شهيد ) وراتب تقاعدي وقطعة ارض وسلفة عقاري ومكرمة استشهاد في الوقت الذي لم يكن الصحفي موظف ولم يكن هناك ضمان ولاتشكيل مهني يطالب للصحفيين بادنى الحقوق كما لم يكن هناك ضمان بحدوده الدنيا ولم يترك لعائلته في يوم رحيله اكثر من قوت يوم ان لم يكن اقل على الاكثر ..اذن الى اين تذهب ارملته بسوادها واحزانها واطفالها الجياع وندمها على الزواج من صحفي لايملك قوت يومه دائما بعد يوم ( الفاتحة ) الثالث ..؟ اذا اتجهت للحكومة ستجد الابواب موصدة ويتعاطف معها المسؤول لكنه يقول لها ان القانون له رأي اخر وقد انتهى كل مايربط الحكومة بالصحفي بعد نشر اسمه ومكان مقتله على ( تايتل ) الفضائيات وذكر خبر مقتله في صفحة المحليات من الصحف الصادرة في اليوم الثاني ..؟ اكيد ان المنكوبة برحيل الزواج والفاقدة للمعيل ومورد الرزق في الزمن الصعب ستبحث عن ابواب التنظيمات المهنية المختصة ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة وسترطقها بحرقة وبقوة ولكن ماذا تخفي تلك الابواب خلفها ..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق