الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

صوت للبيع في سوق الانتخابات

صوت للبيع في سوق الانتخابات
راضي المترفي
صوت للبيع في سوق الانتخابات راضي المترفي في وطن يباع فيه كل شيء من النفط الى الماء ومن الوظائف الحكومية الى المناصب المهمة والولاءات وجدت نفسي ناخبا ومطلوب مني المشاركة بالانتخابات سواءا كانت مهنية او لمجلس النواب او لمجالس المحافظات او غيرها ومعلوم ان من يرشحون انفسهم للمشاركة في الانتخابات يبحثون عن الفوز الحتمي بها من خلال ماكينات الدعاية التي يملكون وقبل اكثر من عامين شاركت بانتخابات البرلمان كناخب طبعا وكانت يومها المزايدات والخطب الرنانة والولائم والدعوات على لحم الخرفان ( التازة ) وقواطي البيبسي كولا والدفاع عن الدين والمذهب والوطن على اشدها وكان الدعاة للاحزاب والتيارات كأنهم دلالين في سوق الهرج وبصراحة ( شفنا وسمعنا دوالغ وجنجلوتيات ) لم يبتكر مثلها الشيطان رغم عمره الطويل وتجربته .. كانوا ماهرين في استغلال كل شيء وعندهم حلول لكل المشاكل ووعود لاتنتهي ولايتسرب لمتلقيها الشك فمن يسكن في حي حواسم يحصل على وعد بالتمليك و( اخذها من هالشارب ) وللعاطل عن العمل اختار الدائرة والعمل الذي يناسبك وماعليك الا ( تجيبلي الصداميات الاربعة ) وطلب توظيف وللمريض ( نسفرك ) خارج العراق للعلاج و(لاهل الله) بيوت في الجنة على ساحات وشوارع عامة مصدقة من .. وللشباب ( البعدهم بحيلهم ) فرص عمل بالحمايات الخاصة والمخابرات والامن ومسدس ( كلوك ) وفتح باب التوبة للمذنبين وقالوا للحرامية ماقمتم به ليس سرقة وانما استحقاقكم وحصتكم من الوطن ونحن نبارك ما اخذتم واشتروا للاعمى كحل وللاطرش ( كمنجه ) وللاخرس اجمل عشرين قصيدة غزل وللكسيح كرة قدم و( للكرعه ) حجاب وللضرير (بايسكل ) وللجميع وليمتان عامة في الاسبوع الاولى في مسجد ( شارع الله رصيفي ) الجامع والثانية في حسينية ( حبيب الله وردي ) وهكذا اشتغلت علينا الوعود وتشابه البقر على رأي بني اسرائيل واشتعل سوق الانتخابات والنفخ واليلخ وكلما اقترب موعد الانتخابات ( يعلك ) السوق وينزل للساحة ( مقربازيه ) جدد حتى دفعوا الجميع الى مراكز الانتخابات وراقبوهم وهم يضعون اوراقهم في الصناديق ويغمسون اصابعهم بحبر شنغهاي ( حنة )الانتخابات ولما اطمأنوا اختفوا هم ووعودهم المدهونة بزبدة وكلماتهم الوردية وكان بحق فلم هندي متعوب عليه ومكلف وكانت نهايته سعيدة بظهور البطل تحت قبة البرلمان يقف خلفه ( كروب ) الحماية اما الذين غمسوا اصابعهم بحبر الصين فقد ( انضربوا بوري متروس رمل للهنكلانه ) والان نعتقد انا وكل مغفلين ( اول العام ) انهم سيعيدون الكرة معنا في انتخابات مجالس المحافظات القادمة لكننا حفظنا الدرس جيدا واصبجنا نعرف اصول اللعبة وعلى استعداد لبيع اصواتنا لالمن يدعي حماية الدين والوطن والمذهب والامة والعشيرة والقومية ويقضي على البطالة ويوزع سندات تمليك بيوت احياء الحواسم عدا الخضراء والعرصات والجادرية وغيرها من ( كلاوات اول العام ) ولكن لمن يدفع اكثر شرط ان يكون الدفع مقدما ومن غير ( دوالغ قديمة ) مع الاخذ بنظر الاعتبار ارتفاع اسعار النفط وتجاوزها حاجز المئة والاربعون دولارا الذي سترتفع حصة عضو مجلس المحافظة الفائز من النفط على اساسه ولمدة اربعة سنوات وتحديد صوت الناخب حسب هذه المعادلة وعنواننا الدائم مدن الفقراء الخالية من مظاهر الاعمار والمكتظة بالحرس الوطني والسيطرات والاصدقاء الامريكان والبيوت المهدمة بفعل التراشق بين الاطراف بجميع انواع الاسلحة وارصفتها وساحاتها المهملة والغائبة عنها ابسط الخدمات الضرورية او مايتعارف عليه في الزمن الديمقراطي ( مساطر الناخبين ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق