رمضان بين المواطن والتجارة
كتابة واستطلاع :
راضي المترفي
الحصة اليوم تتهاوى وتقترب من الانهيار.
التجارة ذو كرم لكنها عرقوبية المواعيد .
لو كان الامر بيدي لقطعت حبل المودة الممتد بيني وبين الحصة .
كنا نأمل في الزمن الديمقراطي ان تكون مواد الحصة اكثر وكمياتها اكبر .
ومكرمة العدس في رمضان نستلمها في محرم وطحين الصفر بعد العيد .
المواطن لايجد بابا يقرعه من اجل انصافه وهكذا سكت قهرا .
منذ قديم الزمان دخل العراق عريسا الى البند السابع مزفوفا بعدة قرارات دولية بعد حرب الكويت وعانى المواطن العراقي من قضية توفير الاحتياجات الغذائية اضافة لمعاناته من حصار قاسي فرضه العالم عليه بدلا من فرضه على النظام ولم تفتح ثغرة في هذا الجدار الا عندما تم توقيع مذكرة تفاهم بأسم ( النفط مقابل الغذاء ) واشتهر خلالها اسم المفاوض عبد الامير الانباري وبموجب هذه المذكرة حسنة الصيت وطيبة السمعة اخذت وزارة التجارة على عاتقها توفير ضروريات الضروريات ضمن مفردات البطاقة التموينية التي كانت نتاج موفق من زواج العراق والبند السابع ويذكر العراقييون معاناتهم مع التجارة في سنين القرن الماضي بتهكم وسخرية سوداء بلون الطحين المسلم لهم والذي لايستطيع احد حتى اليوم وصف طعمه بدقة ومع ذلك كانوا يشكرون التجارة ويقفون عند ابواب وكلاء الحصة تبجيلا لها وللامانة كانت التجارة كريمة جدا و(خوارده ) مع المواطن حتى انها في احد الرمضانات الغابرة تكرمت على كل بطاقة (عائلة ) بدجاجة وكنت وقتها رأيت بعيني المجردة كيف تظاهر ابناء احد المحافظات ابتهاجا بالمكرمة وهزجوا ( يطوير الجنه اشهلغيبه ) بعدما رفعوا الدجاجة على عيدان تشبه الرماح وطافوا بها في مركز محافظتهم وبعد دوران الزمن وانصرام الحقبة الديكتاتورية وبزوغ فجر الديمقراطية والمحاصصة يتسائل المواطنون عن سبب اخلاص التجارة للماضي والاستمرار على نهجها القديم وعدم وصول الديمقراطية والشفافية اليها واصرارها على تقديم هدايا رمضانية للصائمين متمثلة بعدس لم ولن وكل ادوات الجزم يسلم بموعد يناسب الصائمين وطحين صفر لعمل حلويات و( كليجه ) لكن قطعا ليس في رمضان المبارك اذا لم تكن (ماعت ) الهدية في الطريق الممتد بين التجارة والمواطن وهو طويل بكل الاحوال ربما يستغرق قطعه من قبل الهدية باشهر طويلة وكان حوارنا مع المواطن مبني على طول الطريق و(موعان ) المكرمة او هدية التجارة وكانت الاجوبة تتفق على ان ( التجارة ذو كرم لكنها عرقوبية المواعيد ) .
محسن شنيشل الموظف بشركة الصناعات الخفيفة :
قضيتي مع التجارة والبطاقة التموينية تختصرها الاغنية القائلة (سالفتي طويل هوياك يمته الكاك ) بعدما تعايشت مع البطاقة منذ عام 1991 وعشت معها مواعيد وانتظارات ووصل وهجران وتهديدات الرفاق بقطعها اذا هربت من الجيش لكن ماهو الذي حصلت عليه من تعلقي بالبطاقة بعد ان وصل عمرها عشرين سنة الا يحق لي الغناء مع المطرب الاخر ( ياحريمه سنينك العشرين ما مرها الصدك والجذب بايت ) ان التجارة لاتلتزم بوعودها ولاتفي بمواعيدها ولو كان الامر بيدي لقطعت حبل المودة الممتد بيني وبين الحصة وسأفعلها لو (صار بأظافري طحين ) وحصلت على زيادة بالراتب .
أم جعفر ربة بيت استوقفتها قبل دخولها السوق وقلت لها :
ياحاجة اريد سؤالك عن التجارة والحصة التموينية وماقدموا لكم في رمضان ؟
فقالت : للامانة كان للحصة والتجارة مواقف لاتنسى وكنا في اوقات طويلة خصوصا وقت اشتداد الحصار كان اعتمادنا على الحصة وهي موردنا الوحيد رغم ضآلة ماكانت تحويه وكان الطحين والسكر والزيت وغيره من المواد الاساسية قليلا لايكفي لكنه كان سببا من اجل بقاؤنا على قيد الحياة خصوصا العوائل الفقيرة بمواردها اما ( الفايخين ) فهم يتنعمون بكل زمن وكنا نأمل في الزمن الديمقراطي ان تكون مواد الحصة اكثر وكمياتها اكبر ووصولها اسرع ومواعيدها ادق لكن للاسف حصل العكس واصبح وصولها غير منتظم ولاتصل ثبل اقل من خمسة اشهر ومكرمة العدس في رمضان نستلمها في محرم وطحين الصفر بعد العيد وعندما نسأل كانوا يقولون لنا (الارهاب هو من يؤخر وصول مواد الحصة وبعد انحسار الارهاب اخذوا يعلقون التأخير ورداءة النوعيات على الفساد الاداري وكم يحتاجون من الوقت للقضاء عليه ؟.
ابو كاظم وكيل البطاقة التموينية سألته وهويراجع مركز التموين لقطع حصتة الشهرية فقال:
في الزمن الماضي كانت الدوائر تعمل تحت نظام الخوف والمراقبة وكانت مواعيد الحصة مضبوطة ومن يقصر يفرزبسرعة اما الان فألامر مختلف بعد ان فرضت المحاصصة والاحزاب سيطرتها على الدوائر واصبحت عذع الدائرة ملك الحزب الفلاني وتلك الوزارة من حصة الكيان الفلاني واصبح الموظف يعمل وفق مصلحة حزبه الذي اتى به للعمل في هذه الوظيفة ولايخاف المحاسبة وليس هناك من يراقبه وبذا انتشرت الفوضى وعدم التنسيق والفساد الاداري وانعكس ذلك سلبا على حصة المواطن والتأخير اصبح سمة لها ورداءة المواد امرا واقعا والمواطن لايجد بابا يقرعه من اجل انصافه وهكذا سكت قهرا وتردت وازدادت سوءا حصته التموينية .
بعد استماعي لكلام الوكيل ابو كاظم سألت الكثير من النساء والرجال المراجعين لمركز التموين وغيرهم صادفتهم بالسوق او اماكن اخرى اجمعوا في اجاباتهم على ان للحصة موقعا متميز في حياة العائلة العراقية بعدما تعايشت معها قرابة عشرين عاما ورتبت ميزانيتها على اساسها لكن الحصة اليوم تتهاوى وتقترب من الانهيار مالم تقوم الحكومة بعملية انقاذ لها من خلال رصد ميزانية كافية وجهاز اداري كفوء ونظيف ونزيه وجعلها خاضعة للمراقبة المباشرة من قبل رئاسة الحكومة وابعادها عن المحاصصة .
كتابة واستطلاع :
راضي المترفي
الحصة اليوم تتهاوى وتقترب من الانهيار.
التجارة ذو كرم لكنها عرقوبية المواعيد .
لو كان الامر بيدي لقطعت حبل المودة الممتد بيني وبين الحصة .
كنا نأمل في الزمن الديمقراطي ان تكون مواد الحصة اكثر وكمياتها اكبر .
ومكرمة العدس في رمضان نستلمها في محرم وطحين الصفر بعد العيد .
المواطن لايجد بابا يقرعه من اجل انصافه وهكذا سكت قهرا .
منذ قديم الزمان دخل العراق عريسا الى البند السابع مزفوفا بعدة قرارات دولية بعد حرب الكويت وعانى المواطن العراقي من قضية توفير الاحتياجات الغذائية اضافة لمعاناته من حصار قاسي فرضه العالم عليه بدلا من فرضه على النظام ولم تفتح ثغرة في هذا الجدار الا عندما تم توقيع مذكرة تفاهم بأسم ( النفط مقابل الغذاء ) واشتهر خلالها اسم المفاوض عبد الامير الانباري وبموجب هذه المذكرة حسنة الصيت وطيبة السمعة اخذت وزارة التجارة على عاتقها توفير ضروريات الضروريات ضمن مفردات البطاقة التموينية التي كانت نتاج موفق من زواج العراق والبند السابع ويذكر العراقييون معاناتهم مع التجارة في سنين القرن الماضي بتهكم وسخرية سوداء بلون الطحين المسلم لهم والذي لايستطيع احد حتى اليوم وصف طعمه بدقة ومع ذلك كانوا يشكرون التجارة ويقفون عند ابواب وكلاء الحصة تبجيلا لها وللامانة كانت التجارة كريمة جدا و(خوارده ) مع المواطن حتى انها في احد الرمضانات الغابرة تكرمت على كل بطاقة (عائلة ) بدجاجة وكنت وقتها رأيت بعيني المجردة كيف تظاهر ابناء احد المحافظات ابتهاجا بالمكرمة وهزجوا ( يطوير الجنه اشهلغيبه ) بعدما رفعوا الدجاجة على عيدان تشبه الرماح وطافوا بها في مركز محافظتهم وبعد دوران الزمن وانصرام الحقبة الديكتاتورية وبزوغ فجر الديمقراطية والمحاصصة يتسائل المواطنون عن سبب اخلاص التجارة للماضي والاستمرار على نهجها القديم وعدم وصول الديمقراطية والشفافية اليها واصرارها على تقديم هدايا رمضانية للصائمين متمثلة بعدس لم ولن وكل ادوات الجزم يسلم بموعد يناسب الصائمين وطحين صفر لعمل حلويات و( كليجه ) لكن قطعا ليس في رمضان المبارك اذا لم تكن (ماعت ) الهدية في الطريق الممتد بين التجارة والمواطن وهو طويل بكل الاحوال ربما يستغرق قطعه من قبل الهدية باشهر طويلة وكان حوارنا مع المواطن مبني على طول الطريق و(موعان ) المكرمة او هدية التجارة وكانت الاجوبة تتفق على ان ( التجارة ذو كرم لكنها عرقوبية المواعيد ) .
محسن شنيشل الموظف بشركة الصناعات الخفيفة :
قضيتي مع التجارة والبطاقة التموينية تختصرها الاغنية القائلة (سالفتي طويل هوياك يمته الكاك ) بعدما تعايشت مع البطاقة منذ عام 1991 وعشت معها مواعيد وانتظارات ووصل وهجران وتهديدات الرفاق بقطعها اذا هربت من الجيش لكن ماهو الذي حصلت عليه من تعلقي بالبطاقة بعد ان وصل عمرها عشرين سنة الا يحق لي الغناء مع المطرب الاخر ( ياحريمه سنينك العشرين ما مرها الصدك والجذب بايت ) ان التجارة لاتلتزم بوعودها ولاتفي بمواعيدها ولو كان الامر بيدي لقطعت حبل المودة الممتد بيني وبين الحصة وسأفعلها لو (صار بأظافري طحين ) وحصلت على زيادة بالراتب .
أم جعفر ربة بيت استوقفتها قبل دخولها السوق وقلت لها :
ياحاجة اريد سؤالك عن التجارة والحصة التموينية وماقدموا لكم في رمضان ؟
فقالت : للامانة كان للحصة والتجارة مواقف لاتنسى وكنا في اوقات طويلة خصوصا وقت اشتداد الحصار كان اعتمادنا على الحصة وهي موردنا الوحيد رغم ضآلة ماكانت تحويه وكان الطحين والسكر والزيت وغيره من المواد الاساسية قليلا لايكفي لكنه كان سببا من اجل بقاؤنا على قيد الحياة خصوصا العوائل الفقيرة بمواردها اما ( الفايخين ) فهم يتنعمون بكل زمن وكنا نأمل في الزمن الديمقراطي ان تكون مواد الحصة اكثر وكمياتها اكبر ووصولها اسرع ومواعيدها ادق لكن للاسف حصل العكس واصبح وصولها غير منتظم ولاتصل ثبل اقل من خمسة اشهر ومكرمة العدس في رمضان نستلمها في محرم وطحين الصفر بعد العيد وعندما نسأل كانوا يقولون لنا (الارهاب هو من يؤخر وصول مواد الحصة وبعد انحسار الارهاب اخذوا يعلقون التأخير ورداءة النوعيات على الفساد الاداري وكم يحتاجون من الوقت للقضاء عليه ؟.
ابو كاظم وكيل البطاقة التموينية سألته وهويراجع مركز التموين لقطع حصتة الشهرية فقال:
في الزمن الماضي كانت الدوائر تعمل تحت نظام الخوف والمراقبة وكانت مواعيد الحصة مضبوطة ومن يقصر يفرزبسرعة اما الان فألامر مختلف بعد ان فرضت المحاصصة والاحزاب سيطرتها على الدوائر واصبحت عذع الدائرة ملك الحزب الفلاني وتلك الوزارة من حصة الكيان الفلاني واصبح الموظف يعمل وفق مصلحة حزبه الذي اتى به للعمل في هذه الوظيفة ولايخاف المحاسبة وليس هناك من يراقبه وبذا انتشرت الفوضى وعدم التنسيق والفساد الاداري وانعكس ذلك سلبا على حصة المواطن والتأخير اصبح سمة لها ورداءة المواد امرا واقعا والمواطن لايجد بابا يقرعه من اجل انصافه وهكذا سكت قهرا وتردت وازدادت سوءا حصته التموينية .
بعد استماعي لكلام الوكيل ابو كاظم سألت الكثير من النساء والرجال المراجعين لمركز التموين وغيرهم صادفتهم بالسوق او اماكن اخرى اجمعوا في اجاباتهم على ان للحصة موقعا متميز في حياة العائلة العراقية بعدما تعايشت معها قرابة عشرين عاما ورتبت ميزانيتها على اساسها لكن الحصة اليوم تتهاوى وتقترب من الانهيار مالم تقوم الحكومة بعملية انقاذ لها من خلال رصد ميزانية كافية وجهاز اداري كفوء ونظيف ونزيه وجعلها خاضعة للمراقبة المباشرة من قبل رئاسة الحكومة وابعادها عن المحاصصة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق