الازمة مع سوريا واثرها على المواطن
كتابة واستطلاع : راضي المترفي
القضية اكبر من ازمة وهي خطوة في الاستراتيجية الامريكية .
لوكنا في زمن ( القائد الضرورة ) لصدحت الحناجر – احنا المشينا للحرب –
العراق وسوريا جارين شئنا او ابينا .
سوريا بسبب وضعها الاقتصادي تستقطب رؤوس الاموال .
الارهاب الوارد الينا من خلف الحدود لم تكن سوريا بوابته الوحيدة ولن تنفرد كحاضنة له وانما يشترك معها ويزاحمها كل الدول التي لها مصالح واجندات في العراق ولايستطيع المرء تبرئة دولة على حساب اخرى حتى اذا كانت هذه الدولة تنام بوداعة في اقصى القرن الافريقي مثل جيبوتي او مشغولة بنفسها وجراحها مثل الصومال .. ومادام الامر على هذه الشاكلة لماذا تأزمت الامور مع سوريا بعد تفجيرات الاربعاء الدامي في 19/8/2009 دون غيرها ؟ هل لأن سوريا تتقاسم مع اليمن قيادات البعث المنحل ووقوف تلك القيادات خلف الارهاب في العراق ؟ وهل من الممكن ان تكون الازمة بوابة لازمات مع دول اخرى تدعم الارهاب في العراق ؟ وماذا باستطاعة المحمكة الدولية ان تفعله ؟ اسئلة واسئلة غيرها حملتها الى اماكن العمل .. في بحر الشارع .. في المقهى وسألت الخاسر الاكبر من الاعمال الارهابية ( المواطن ) العراقي عن رؤيته للازمة مع سوريا وموقفه منها وتنوعت الاجابات المواطن عبد الله ابو عمر سائق تكسي :
سوريا بسبب وضعها الاقتصادي الصعب تعمل على استقطاب رؤوس الاموال من دون السؤال عن مصدرها وتحتضن المعارضة العراقية في كل العهود ففي زمن صدام كانت تحتضن جزء كبير من المعارضة التي تحكم اليوم وهذا لا يعني انها تتعاطف مع احد او تتبنى رأي طرف وانما محكومة بمصالحها ولما تقتضي مصلحتها السماح للارهابين بعبور الحدود او تدريبهم داخل اراضيها وتوفير الاقامة لهم فأنها لن تتردد شرط ان يوفر وجودهم عملة صعبة وليذهب العراق ومواطنيه بنيران المفخخات المهم ان ينتعش الاقتصاد السوري.
المواطن حمدان صاحب صيرفة ( السيد ) :
ان الازمة مع سوريا حدثت بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي بيومين فهل كانت التفجيرات ردا على الزيارة او نتيجة لها ؟ علما انه تم في تلك الزيارة توقيع عدة تفاهمات .. اعتقد ان القضية اكبر من ازمة وهي خطوة في الاستراتيجية الامريكية في المنطقة بعد ان استطاعت امريكا طرد سوريا من لبنان هي الان تقوم بالخطوة التالية وتحاول الضغط على سوريا الى ابعد الحدود .. ان امريكا تريد لسوريا امور ثلاثة الاول السير في الركاب الامريكي بصورة علنية والثاني انهاء تحالفها مع ايران وصولا الى عزل ايران من محيطها كليا واخيرا توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل وهذه الامور لاتأتي بسهولة وبذا تضغط امريكا على سوريا بمناطق وازمنة محسوبة ومنها الازمة الحالية وهي واحدة من الضغوط الامريكية التي تمارس على العراق وسوريا معا .
المواطن زهير ابو علي مقاول بناء :
انا كمواطن اتسائل كم مرة تعرضنا الى تفجيرات مماثلة لتفجيرات الاربعاء وحتى في المناطق المحاددة لسوريا مثل ربيعة وسنجار وتلعفر ولم يثر الوضع ازمة او نتهم سوريا بالوقوف ورائها ولم يثر خلاف ايضا بين البلدين وكانت الحكومة تشكل اللجان التحقيقية ولاتظهر التحقيقات فاعل حقيقي وتعلق على شماعة القاعدة .. ان القضية اكبر من ذلك واعتقد ان لأمريكا والانتخابات البرلمانية القادمة واستحقاقات المرحلة اثرها الواضح على الازمة مثل الخلافات السياسية بين الفرقاء المحليين وسباق الاحزاب نحو موعد الانتخابات .
المواطن سالم الزيداوي تاجر مواشي :
ان العراق وسوريا جارين وشقيقين شئنا ام ابينا وعادة ما تتأثر العلاقة بينهما بسبب الاحداث الجارية وبما ان العراق يمر بمرحلة خاصة وحرجة من تاريخه يتوجب على سوريا الوقوف معه بشكل مطلق حتى يجتاز ظرفه الخاص وعلى العراق ان يراعي ظروف سوريا ويتفهم وضعها حتى يتصرف بموجب هذا الفهم وتستمر العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين .
المواطن قاسم صاحب مكتب سفريات
لتحصل الازمات ولتختلف الحكومات المهم ان لاينسحب هذا الخلاف للشارع ولاتفرض بموجبه اجراءات تحدد من حركة المواطنين بين البلدين وشيء رائع ان نرى ان عمر الازمة استطال تقريبا ولم تصدر من احدى الحكومتين اجراءات بتحديد حركة البضائع والمواطنين او تقييد الحركة التجارية وهذا هو المهم .
من خلال كلام المواطنين الذين التقيتهم تأكدت اننا نعيش ازمة حقيقية ولكن في زمن ديمقراطي اذ لم تغلق الحدود ولم تتحرك الدبابات – وان حركت افواج الشرطة – وليس الجيش الى المناطق الحدودية ولم يطرد السفراء وبقيت الازمة محصورة في الاروقة الحكومية في البلدين واستمرت الحركة بين العراق وسوريا بشكل اعتيادي ولو كنا في زمن غير هذا الزمن لرأينا حشود المطرودين من البلدين تفترش الحدود وسط عوامل مناخية قاسية وخدمات معدومة واستمعنا الى بيانات دعوة الاحتياط وقد تصدح حناجر باناشيد ( هيا فتوة للجهاد ) او ( احنا المشينا للحرب ) يحصل هذا لوكان الزمن زمن القائد الضرورة لكن الحمد لله فالزمن ديمقراطي والحكومات تدير ازماته بعيدا عن المواطن الذي يتحرك بحرية لممارسة شؤونه وانجاز اعماله من غير خوف او قلق من اقدام الحكومة في احد البلدين على طرد مواطني الدولة الاخرى او مصادرة اموالهم .
الأربعاء، 16 سبتمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق