الشيعة والقرار الأصعب في تاريخهم
راضي المترفي
بعد غد سيقف التاريخ متأهبا ليسجل في سفره الطويل احد
خيارين في مايخص الشيعة وتاريخهم ومستقبلهم في العراق وسوف لن يرحم ولايجامل على
حساب الحقيقة مهما كان وقعها على الاخرين . ومثلما يعرف الجميع ان الشيعة ثالث
مكونات الشعب العراقي الكبيرة اذ ياتي الشيعة وبعدهم السنة والاكراد وعلى الشيعة
ان يعرفوا ان التاريخ لم يرحم صدام يوم تنكر لهم وللاكراد وغمط حقوقهم وتعسف وتعدى
الحد في طغيانه ضدهم واشبعهم قتلا وتشريد وتنكيلا وتغريبا وشتاتا وادى هذا في
النهاية الى سقوطه بشكل مدوي على يد امريكا وليس على يد غيرها من الاطراف التي
تعاطفت مع الشيعة او الاكراد . والشيعة الذين حكموا العراق بعد صدام لعشر سنوات
فشلوا في اقامة روابط وعلاقات مع المكونات الاخرى وفشلوا كذلك في ادارة الدولة
والحكم مثلما فشلوا بردع او سحق معارضيهم سواءا بقوة السلاح او بسلطة الدستور
وفشلوا فشلا ذريعا في توثيق العلاقة بينهم وبين المكون الكردي شريكهم بالمعاناة
وظلم صدام ونظام البعث وفشلوا في ارساء قواعد او وجود دلائل على انهم دولة ممكن ان
تعمر بلدا وتستعمره وتقنع الاخرين بجدوى وجودها وفشلوا في التفاهم وبناء علاقات
طيبة مع دول المحيط والجوار والبوا عليهم الجميع بما فيهم من كان يدعي نصرتهم
لكنهم نجحوا نجاحا منقطع النظير في تحويل الاكراد من شريك وحليف قوي الى طرف يتوجس
منهم خيفة ولايثق بهم ولا يطمئن اليهم ونجحوا في تحويل المكون السني من مشارك او
معارض بطريقة ديمقراطية سلمية الى معارض يرفع سلاحه بوجه الدولة ويسعى جاهدا لإسقاطها
ويستعين عليها بدول اخرى . واليوم يقف التاريخ ليمنح الشيعة فرصة اخرى لتصحيح
مسارهم والتقاط انفاسهم وتعين هدفهم وتوضيح غايتهم شرط ان يفهموا ويتعاملوا مع
رغبة المكونان الاخران بموضوعية وعقلانية وعملية ويعوا جيدا ان المكون السني لا يريدهم
ولا يرغب بحكمهم ولا بالتعايش معهم واذا حصل خلاف ذلك او اصر الشيعة على غير هذا
فلا وجود لغير السلاح والاحتراب عند المكون السنة حتى يقضي الله امرا كان مفعولا
ويرغب المكون الكردي بدولة مستقلة نائيا بنفسه عن خلافات تاريخية بين السنة
والشيعة امتدت منذ وفاة الرسول –ص- حتى اليوم ولم يجد لها احد حلا منذ قرابة الف
وخمسمائة عام وعلى هذا يجب ان يرضخ اولي الامر من الشيعة لرغبة شركائهم والجلوس
بهدوء الى طاولة تفاهم تحفظ حقوق الجميع وتحقن الدماء وتوزع العراق كإرث لم يتفق
الوارثون على بقاؤه على ماهو عليه ويصرون على التقسيم .. ليسعد الاكراد بدولتهم
وليفرح السنة بحصتهم ويلتفت الشيعة الى شؤونهم علنا نبقى اخوانا ان نصبح جيرانا
لايعتدي جار على جاره واذا ادار الشيعة
ظهرهم لحكم العقل والمنطق فالتاريخ لن يرحمهم وسيدون في سفره الذي لايحابي احد :
ان الشيعة هم من رفض الاقتناع بالامر الواقع وادى رفضهم هذا الى تدمير بلدهم ومحو
مقدساتهم وابادتهم وتسعير حروبا لم ولن تنتهي الا بحرق الاخضر واليابس وحرق الزرع
والضرع وابادة النسل . فهل يرعوي الشيعة ويقتنعون بما وهبهم الله او يستعيرون من صدام
وباقي الطغاة شهوتهم للتوسع وتسعير الحروب وسفك الدماء ؟ هذا ما ستسفر عنه الايام
القليلة القادمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق