المتارفه وحقيقة النسب المكذوب
في المناسبات العامة او الجلسات العشائرية غالبا ما
يناديني او يخاطبني البعض بمفردة (سيد ) عندما يلاحظ ان لقبي ( المترفي ) وهي كلمة
مناداة اعتاد المجتمع ان يخاطب بها من يمتد نسبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من ابناء الامام علي عليه السلام وتحديدا ( الحسن والحسين ) عليهما السلام
وعند التوضيح بأني من عامة الناس وليس علويا تبدأ حوارات واستفسارات كثيرة وتتشعب
حد الضياع وذكر اسماء نكرات حملوا لقب ( المترفي ) وتبعوا ناعقا خدعهم بوهم
انتسابهم لسبط النبي الامام الحسن لغايات يعرفها
القريب من القضية ويجهلها الابعدون وربطهم بالامام الحسن من خلال تشويه ( رواية )
وردة في كتاب ( عمدة الطالب في معرفة انساب آل ابي طالب ) لجمال بن عنبه في الصفحة
(119 ) في طبعة والصفحة (121 ) في طبعة اخرى معتمدا على جملة ( يقال لولده
المتارفة ) وفسرها تعسفا وجهلا ولمرض في نفسه وخداعا للبسطاء من ( المتارفه ) على
انها تخصهم معتمدا ليس على بساطتهم وجهلهم باللغة ومعرفة الانساب فقط وانما على
سبب اخر هو وجود عدد لاباس به من غير المتارفة حملوا اللقب وعرفوا به وتعايشوا معه
وهناك من حمله قبلهم ابائهم ووجودوا في دعوة هذا الناعق فرصة لطمس حقيقة انهم ليسو
متارفة وانما ادعياء نسب ويعرفون ذلك ويعرفه المتارفة الحقيقيون عنهم وكثيرا
مايذكرونهم بحقيقة نسبهم عند نشوب نزاع او اختلاف . وهناك فاصلة تاريخية لم ينتبه لها صاحب كذبة ( المتارفة حسنيون ) تتمثل
بالفارق الزمني بين ماذكره (ابن عنبه ) وبين تاريخ نشوء وتكون المتارفة ,
والمتارفة الى ماقبل قرنين او اكثر لم يكونوا الا اسرة صغيرة كانت تحكم حديثة وسقط
حكمها وقتل كبيرها الذي كان اميرا على منطقة ( حديثة النوره ) نتيجة تناحرات
عشائرية فارتحلت العائلة الى منطقة ( الحلة ) ولم يطب لها المقام فيها ومنها الى
منطقة ( عين التمر ) حيث كان قريبها (نعير بن حيار ) يفرض سيطرته على المكان وهو
جد عشيرة ( النعيرات ) التي تتخذ من بعقوبة مساكن لها منذ زمن بعيد ولم يطب لهم
المقام هناك ايضا فأرتحلوا جنوبا فساكنوا (بنو لام ) وبما انهم لايملكون ارضا ولم
يعملوا اجراء عند احد ولهم الكثير من الانعام اطلق عليهم جيرانهم تسمية (
المتارفه ) وطغت هذه التسمية على تسمياتهم الاولى ( اولاد صلال ) او ( الجمازات )
نسبة لجدهم الامير ( جماز ) او ( آل فضل ) وهكذا اضيفت لهم تسمية اخرى وتحولت الى
جامع يضمهم ويلحق بهم حتى اتباعهم وهم ليس منهم ولما طال مكوثهم في المكان اقترب
منهم كثيرون بالتعايش والعمل والسكن ومن يأتي فردا ويسكن مع مجموعة يعامل على انه
منها من قبل الاخرين وفي عشرينات القرن التاسع عشر اسس احدهم مشيخة وحصل على عباءة
الشيخ من السلطة العثمانية والتي تسمى وقتها ( دفه ام علامه ) ويقصد بالعلامة هو
الختم العثماني والموافقة على مشيخة الممنوحة له بعد ان راى ان عدد الرجال
المنضمين له اصبح كثيرا فوفد عليه وانضموا له كثيرون من عشائر اخرى وعرف اسمه
ومشيخته بين المشايخ المجاورة وكان بعض من انضموا لمشيخته قسم من عشيرة ( المطارده
) الخيكانيه واخرون من عشيرة ( العجرش ) الزبيدية وبعضا من رجال عشيرة (الصكور )
قدموا من منطقة (كوت ونيس ) اضافة لرجال من عشائر النجاده والبيات واخرون من عشائر
المناطق القريبة وكان من الطبيعي ان يكون هناك ( عبيد ) للخدمة وشؤون المشيخة
وبمرور الزمن وتعاقب حوادثه انتهت المشيخة وانتشر بعض من كان يلتفون حولها في
المناطق الاخرى حاملين معهم لقب (مترفي ) بعد ابتعاد الايام بهم عن لقبهم واصلهم
السابق وفي عشرينات القرن الماضي وقعت حادثة مرعبة ادت الى تفرقهم في مناطق واسعة خوفا من سطوة السلطات في العراق وايران بسبب ما
ارتكبه احدهم بضيفه المغادر من العراق الى ايران اذ قتله وسلبه سلاحه غدرا وغيلة وبعد
انقلاب عام 1958 وصدور قانون الاصلاح الزراعي وسلب سلطة ( الشيوخ ) اصبح العبيد
احرارا وحملوا لقب العشائر التي كانوا عبيدا فيها وطبيعي ان يكون هناك من يحمل لقب
المترفي ,وفي تسعينات القرن العشرين عثر
احد الجهلة على كتاب ( عمدة الطالب في معرفة انساب ابي طالب )وما ان قرا فيه
جملة ( يقال لولده المتارفة) حتى قام بالطوفان على نظرائه وتبشيرهم بأنهم علويون
من نسل الحسن فضحك منه البعض وسخر اخرون وكادت تموت فتنته لو لا ان تلقفها احد من
اعتقهم قانون الاصلاح الزراعي وعبد الكريم
قاسم وحشد لها كل ما يملك سعيا منه لطمس نسبه الاول ان نجح بها وهكذا استفحلت
الفتنة والتف حوله كثيرون وصار له اتباع ومريدون ومخاطبات باسم مولانا بعد ان كان
يخاطب آبائه الشيخ الاقطاعي بـ ( معلاني ) ..
للحديث صلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق