الصفحات الثقافية وإبداع من نوع آخر ..!!
راضي المترفي
غياب النقد والمراقبة والقدرة على الفرز بسبب ندرة الاختصاص تحولت الصفحات الثقافية في صحفنا إلى مساحات إعلان مجانية لأنصاف الأميين وأشباه الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين ونشر نتاجاتهم غير المستوفية ليس لشروط النشر فحسب وانما لخلوها من الإبداع والسياقات المرعية في ممارسة ضروب الأدب كافة وافتقارها إلى مقومات الشعر والقصة والرواية والمقالة واللوحة الفنية وصلاحها كأداة فاعلة ومؤثرة لتخريب الثقافة العراقية والإساءة للذوق الأدبي السائد في العراق ومحاولة لافساده من دون أن يحرك هذا الوضع أو يثير شيئا في أروقة اتحاد الأدباء العراقي أو يدفعهم للاعتراض أو تأشير الحالة السلبية والتحذير من امتداداتها بعد أن تحولت أو انتقلت تلك الكتابات إلى نصوص تفرضها فضائيات عجزت عن الحصول على النص الجيد أو استسهلت النصوص الرديئة وفتحت أبوابها لكتابها ليقرئوا نصوصهم المليئة بالغث ويشاهدها الجمهور وهم بهذا ينقلون صورة مغايرة عن الأدب العراقي ويوصلون رسالة إلى المجتمع مفادها : إن زمن الإبداع ولى وان المبدعين خسروا المعركة وانسحبوا إلى داخل ذواتهم بهدوء بعد أن تسيد الإرهاب كل الساحات وفرضت البندقية نفسها كأداة وحيدة للإبداع الجديد هذا الإبداع الذي يتعارض مع كل أنواع الإبداع الأخرى التي عرفنا من قبل واستطاعت هذه الأداة الإبداعية الجديدة قتل كل شجيرات الأدب وازاهيره اليانعة واتت بنباتات طفيلية تملأ بها ساحات الإبداع الأدبي بعد أن غاب هذا الإبداع قسريا بسبب الظروف الأمنية وطريقة الإلغاء الجديدة والإرهاب الفكري والأدبي الذي تمارسه جهات معينة ينحصر واجبها في تخريب الإبداع العراقي وتزييف الأدب .. ولو تسنى لقارئ مولع بالثقافة أو لمختص قراءة ما تحوي صفحات صحفنا الثقافية وقارن بين ما قرأه بالأمس وبين مابين يديه أو ما تنشره الصفحات الثقافية لغير الصحف العراقية من إبداع العراقيين لاصيب بالذهول والصدمة من الهوة الفاصلة بين القراءتين واستطاع أن يميز من دون عناء كيف كنا وكيف أصبحنا وكيف كان الكتاب وعموم العاملين بالأدب يوصلون رسائلهم رغم قسوة الرقيب وشطبه لكل ما يتعارض مع فكر الحزب الواحد آنذاك وكيف كانوا يصارعون تيار فرض فكرة الحزب الواحد بالثقافة والأدب ويحتالون عليها دون أن يتمكن الرقيب من رصدهم على عكس هذا الزمن المتوفر على حرية نشر والمفتقد إلى قضية يحملها أصحاب النتاجات التي تعج بها صفحاتنا الثقافية ولا يملك اغلبهم أدوات الحرفة الأدبية التي يمارسها قهرا لها أو التي ينظر لها على أنها فرصة عمل في زمن البطالة وفرتها له الصفحة الثقافية في جريدة صديق أو قريب في زمن يعاني الأدباء الحقيقيون البطالة والحصار على أفكارهم وإبداعهم من قبل أصحاب الصحف أنفسهم بسبب تعارضها مع توجهاتهم أو لأنها مكلفة في زمن تدر كتابات أنصاف الأميين وأشباه الأدباء أرباحا على محررو الصفحات الثقافية وإدارات الصحف تحت باب ( خدمات صحفية ) كذلك فرضت النظرة الحزبية الضيقة نفسها على الأدب الإنساني ومحاولتها لي عنقه أو تجييره لصالحها وهذا ما يرفضه الأدباء الحقيقيون ويدفعهم إلى ترك الساحة في نفس الوقت الذي يتحول إلى حافز يدفع أنصاف الأميين لملأ الفراق وإتخام الصفحات الثقافية بنتاجاتهم المسخ الممجوجة ..
راضي المترفي
غياب النقد والمراقبة والقدرة على الفرز بسبب ندرة الاختصاص تحولت الصفحات الثقافية في صحفنا إلى مساحات إعلان مجانية لأنصاف الأميين وأشباه الأدباء والكتاب والشعراء والفنانين ونشر نتاجاتهم غير المستوفية ليس لشروط النشر فحسب وانما لخلوها من الإبداع والسياقات المرعية في ممارسة ضروب الأدب كافة وافتقارها إلى مقومات الشعر والقصة والرواية والمقالة واللوحة الفنية وصلاحها كأداة فاعلة ومؤثرة لتخريب الثقافة العراقية والإساءة للذوق الأدبي السائد في العراق ومحاولة لافساده من دون أن يحرك هذا الوضع أو يثير شيئا في أروقة اتحاد الأدباء العراقي أو يدفعهم للاعتراض أو تأشير الحالة السلبية والتحذير من امتداداتها بعد أن تحولت أو انتقلت تلك الكتابات إلى نصوص تفرضها فضائيات عجزت عن الحصول على النص الجيد أو استسهلت النصوص الرديئة وفتحت أبوابها لكتابها ليقرئوا نصوصهم المليئة بالغث ويشاهدها الجمهور وهم بهذا ينقلون صورة مغايرة عن الأدب العراقي ويوصلون رسالة إلى المجتمع مفادها : إن زمن الإبداع ولى وان المبدعين خسروا المعركة وانسحبوا إلى داخل ذواتهم بهدوء بعد أن تسيد الإرهاب كل الساحات وفرضت البندقية نفسها كأداة وحيدة للإبداع الجديد هذا الإبداع الذي يتعارض مع كل أنواع الإبداع الأخرى التي عرفنا من قبل واستطاعت هذه الأداة الإبداعية الجديدة قتل كل شجيرات الأدب وازاهيره اليانعة واتت بنباتات طفيلية تملأ بها ساحات الإبداع الأدبي بعد أن غاب هذا الإبداع قسريا بسبب الظروف الأمنية وطريقة الإلغاء الجديدة والإرهاب الفكري والأدبي الذي تمارسه جهات معينة ينحصر واجبها في تخريب الإبداع العراقي وتزييف الأدب .. ولو تسنى لقارئ مولع بالثقافة أو لمختص قراءة ما تحوي صفحات صحفنا الثقافية وقارن بين ما قرأه بالأمس وبين مابين يديه أو ما تنشره الصفحات الثقافية لغير الصحف العراقية من إبداع العراقيين لاصيب بالذهول والصدمة من الهوة الفاصلة بين القراءتين واستطاع أن يميز من دون عناء كيف كنا وكيف أصبحنا وكيف كان الكتاب وعموم العاملين بالأدب يوصلون رسائلهم رغم قسوة الرقيب وشطبه لكل ما يتعارض مع فكر الحزب الواحد آنذاك وكيف كانوا يصارعون تيار فرض فكرة الحزب الواحد بالثقافة والأدب ويحتالون عليها دون أن يتمكن الرقيب من رصدهم على عكس هذا الزمن المتوفر على حرية نشر والمفتقد إلى قضية يحملها أصحاب النتاجات التي تعج بها صفحاتنا الثقافية ولا يملك اغلبهم أدوات الحرفة الأدبية التي يمارسها قهرا لها أو التي ينظر لها على أنها فرصة عمل في زمن البطالة وفرتها له الصفحة الثقافية في جريدة صديق أو قريب في زمن يعاني الأدباء الحقيقيون البطالة والحصار على أفكارهم وإبداعهم من قبل أصحاب الصحف أنفسهم بسبب تعارضها مع توجهاتهم أو لأنها مكلفة في زمن تدر كتابات أنصاف الأميين وأشباه الأدباء أرباحا على محررو الصفحات الثقافية وإدارات الصحف تحت باب ( خدمات صحفية ) كذلك فرضت النظرة الحزبية الضيقة نفسها على الأدب الإنساني ومحاولتها لي عنقه أو تجييره لصالحها وهذا ما يرفضه الأدباء الحقيقيون ويدفعهم إلى ترك الساحة في نفس الوقت الذي يتحول إلى حافز يدفع أنصاف الأميين لملأ الفراق وإتخام الصفحات الثقافية بنتاجاتهم المسخ الممجوجة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق