الأحد، 30 أغسطس 2009

مرشح ( لكطه )


راضي المترفي


رغم ان عمري لايسمح بأن اتتبع تاريخ حياته واعطي بسنواتها الطوال تقريرا مفصلا وماعمل فيها مع ان الرجل ابن مدينتي ويعرفه الجميع وخصوصا كبار السن ( الشياب والعجايز ) ومن وفدوا من الشاكرية والعاصمة والمجزرة وشطيط وكانوا كلهم يؤكدون بأن الرجل شاطر ويعرف من اين تؤكل الكتف لا وعلى راي شعب حسني ( ياكلها ولعه ) مع قدرة واضحة على التلون ولبس الثوب الذي يناسب الوضع ولايأبه بكلام احد وكم من مرة اقسمت ( الحجية فتنه ) بشباك مكة الذي حسب ماتقول ( هزت عروته ) - ان صاحبنا هذا يوم كانوا يسكنون قرية ضباط الصف قرب نهر الخر كان رجلا غامضا موظف و (كبل ) لكن ما ان انفجرت ثورة تموز حتى عاف بايسكله وركب سيارة ومسدسه بحزامه ولما سألنا عن شغله الجديد اخبرونا وحلوفنا بأن لانقول لاحد بأنه مسؤول بالمقاومة الشعبية ولم تمضي ايام حتى ملأ مركز شرطة المأمون بالمحابيس وحتى حجي فليح -والقول للحجية -الله يرحمه مات بالتعذيب من وراه وشباب من قريتنا ماعرفنا مصيرهم للان وبعد انتقالنا للثورة صار هو بنفس قطاعنا ونفس اهدوم المقاومة لبسهن للحرس القومي وسوى ماسوى وتضيف الحجية ( جايمه انتم بعد مو ازغار وعيتوا وراها على السواه بزمن البعثيه ) - وفعلا لم نكن صغارا وقتها وكان الرجل مخلص جدا لمباديء الحزب والثورة والقائد الضرورة وكان قلمه يذبح الطير وتقريره لايناقش ويعبر القناة بسرعة الصاروخ وذاق منه الفراريه ومن لايخرجون بالمظاهرات ومن يرفعون اعلام عاشوراء على بيوتهم ( وخوب اليتورط ويطبخ للحسين اقرأ على روحه وارواح اقاربه للدرجة المااعرفها الفاتحة ) وغيرهم الويل وكان دائما ينعت غير البعثيين بالخونه او العملاء وكان يعتز بصداقات من يستلم مسؤولية فرع المدينة للحزب ويعلق صوره معهم في بيته المهم كان رجل لايساوم على المباديء ولايشك بولائه للقائد الضرورة حتى عندما اشتعلت الخنادق التي احاطت ببغداد بالنفط الاسود ودخانها ( مثعول ) كان يبشر مثل الصحاف ويقول بأن هؤلاء ( العلوج ) سيموتون شر ميتة بنيران الرفاق وهم يدافعون عن العراق والقائد وقد هدد كل من ترك بيته وارتحل بعيدا عن بغداد خوفا من ويلات الحرب بأنه سيقوم بترحيله وقطع الحصة التموينية بعد ان تنتهي الحرب بالنصر للحزب والقائد وعندما سارت الرياح بما لاتشتهي سفينته وهرب القائد واختفى بجحره ما كان من الرجل الا ان يخلع بدلة الرفاق ويرتدي دشداشه واربع محابس وبابوج وجواريب ويطيل لحيته ويصبغها بالوسمه ويجاهر بانتمائه للاسلام السياسي وينتمي الى احد تشكيلاته ويسجل اسمه ضمن السجناء في العهد الذي اصبح يطلق عليه البائد ويدعي تعرضه للاضطهاد والمظلومية ويطالب بالتعويض عن الحرمان الذي تعرض له وهاهو اليوم بعد ان اطمأن بأننا لانملك ذاكرة قدم اوراقه كمرشح لمجلس المحافظة وطبع صورته النورانية على بوسترات ولزكها على التيول والحيطان وكله امل بأن منصب رئيس مجلس المحافظة لن يفلت من يده مادام اجاد لعبها مضبوط واقام الندوات الجماهيرية ونحر الخرفان ووزع معونة الشتاء مع علم مسبق واكيد بأن من يعرفون ماضيه القديم ومنهم حجية فتنه واقرانها ارتحلوا الى خالقهم ومن عرفوا ماضيه الوسيط لايملكون سلطة او حجة او قدرة على مواجهته خصوصا والرجل مسنود وكل خميس يحمل كيا على حسابه ويزور كربلاء مع مبيت في احد الفنادق الراقية ومن عرفه في هذا الزمن لايشك باخلاصه وولائه للدين والوطن والشعب والمظلومين بقيت مجموعة واحدة اشك بأنها ستسكت على ترشيحه او تقبل انتخابه وربما هي التي تدله على الماضي وهذه المجموعة تتخلص باصحاب المواكب الحسينية ومن يرفعون الاعلام في كل عاشوراء على البيوت وكان يحاربهم بأشد انواع العداوة هل يسكت عليه هؤلاء ..؟ لااعتقد حتى اذا تبرع لهم بعشرة اطنان حديد يعملون منها زناجيل للطم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق